تجنب الغيرة المؤدية إلى البحث عن الزلات

تاسعاً: لا بد من الشمولية وعرض الإنسان للإسلام عرضاً بصفة متكاملة، فلا يعرض شيئاً من الدين ويعادي من يعرض جزءاً آخر منه؛ بل ينبغي أن يأخذ الحق كله، فيأخذ ما ذكِّر به كله، ولا يأخذ منه حظاً ويترك حظاً آخر.

وأخيراً: لا بد من قيام الدعاة والعلماء بدورهم في التوعية والدعوة إلى الله تعالى، ونشر العلم الصحيح، وبالذات في توعية الشباب بهذه القضية، وما هي الأشياء التي لا يجوز الخلاف فيها، والأشياء التي يتسع فيها الخلاف، وما هو الموقف الصحيح من الاختلاف، وما هي الأشياء التي يعذر فيها والتي لا يعذر فيها، وما أشبه ذلك، حتى يكون الموقف موقفاً صحيحاً وسليماً وبعيداً عن الانفعال والتعصب والهوى.

هذا وأسأل الله تبارك وتعالى أن يجمع كلمة المسلمين على أمر سواء، وأن يوحد صفوفهم علماء ودعاة ومجاهدين، وأن يخلص نياتنا أجمعين، وأن يجعل هدفنا دائماً هو البحث عن الحق والتمسك به، ولا أقول التعصب؛ فالتعصب مرفوض بكل حال، وأن يجعل هدفنا هو البحث عن الحق والتمسك به، وأن ينجينا من التعصب للأشخاص والآراء مهما كانت منزلتهم ومهما كان قدرهم، وأسأله جل وعلا أن يبعد عن المسلمين أسباب التفرق، وأن ينجيهم من كيد عدوهم ومن شرور أنفسهم؛ فإنها أحياناً تكون أبلغ وأوقع من كيد عدوهم، واستغفر الله تبارك وتعالى لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، وأصلي وأسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، والله تبارك وتعالى أعلم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طور بواسطة نورين ميديا © 2015