أنتقل إلى القسم الثاني من الخلاف وهو ما يمكن أن يسمى بالخلاف، العملي، فقد ذكرت أولاً أن القسم الأول هو الخلاف العلمي في المسائل الفقهية، في مسائل الأصول، أو الحديث، أو التفسير، أو في الرجال، الخ، فهذا خلاف علمي.
القسم الثاني: هو خلاف عملي، وأعني به ما يقع بين المسلمين في واقع حياتهم، وشئون دعوتهم، من اختلاف وتباين في المواقف، ووجهات النظر، والأعمال والآراء، وهذا الخلاف يعصف بالأمة الإسلامية عصفاً في هذا العصر، ويتسبب في مشاكل تبدأ ولا تنتهي في أوساط العلماء وطلاب العلم والدعاة إلى الله، بل وعامة المسلمين.
مئات اللافتات واللوحات والأحزاب والجماعات والأسماء، وسببها هو الاختلاف والتناحر والتنافر في أوساط الدعاة إلى الله تعالى والعلماء وطلاب العلم، ليته كان اختلاف تنوع -إذاً- لهان الأمر، لكنه اختلاف تضاد، وتباين في المواقف، وهذا الاختلاف خطير جداً، ويؤثر على مستقبل الأمة الإسلامية، ولذلك أتمنى أن يتفهم المسلمون وخاصة الشباب، الموقف السليم من هذا الاختلاف، ويدركوا كيفية التعامل معه، بروح مرنة وواقعية، ويخافوا الله تبارك وتعالى في هذا الأمر الخطير.
هذا الخلاف له أسباب كثيرة، أذكر منها: