المجاهدون الأفغان

ومثل ذلك: بعض النشاطات الإسلامية, والأعمال الإسلامية, ومن أقرب وأظهر الأمثلة الجهاد في أفغانستان: والجهاد في أفغانستان من القضايا التي يطبق عليها هذا الكلام؛ لأنك لو جئت إلى واقع المجاهدين الأفغان، فهم ليسوا كما يريد أن يصورهم بعض الناس أنهم أشبه بالملائكة أو الصحابة! لا.

هناك أخطاء كثيرة وفيهم عيوب، سواء في الجوانب العقائدية، فقد يوجد عند بعضهم التصوف، وقد يوجد عند بعضهم تعليق للرقى وللتمائم، وقد يوجد عند بعضهم انحرافات عقائدية كبيرة, وقد يوجد عندهم وعند بعضهم انحرافات في السلوك, كحلق اللحى وإسبال الثياب، أو التعصب للمذهب الحنفي, وهذه كلها أخطاء ولا ينبغي أن نغفل عنها ونتصور أن هؤلاء القوم عبارة عن صحابة، أو مثل الصحابة كما يريد بعض الناس أن يصورهم, لا.

يجب أن يعرف هذا كله, لكن -أيضاً- يجب أن يعرف أن فيهم خيراً وصلاحاً وأن فيهم أناس أهل سنة واتباع وتدين، وفيهم أناس حريصون على معرفة الحق واتباعه, وأنهم يواجهون عدواً لدوداً خطيراً, لا يقصدهم هم فقط، بل يقصد الأمة الإسلامية كلها, فهم يقاتلون بالنيابة عن الأمة كلها, فبمثل هذا الحال ليس من الورع أن تتقي مساعدتهم ومعاونتهم والدعاء لهم، والعمل على حل خلافاتهم بما استطعت؟ لا.

بل الورع وقد يكون الواجب في كثير من الأحيان أن تساعدهم بما استطعت من الوعظ والنصح والدعاء والمساعدة المادية ونحوها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015