اللقطة الثانية

وصف الواقدي مجلس مالك فقال: كان مجلس علم ووقار، وكان رجلاً مهيباً نبيلاً ليس في مجلسه شيء من المراء ولا اللغط ولا رفع الأصوات، وكان الغرباء يسألونه عن الحديث فلا يجيب، إلا في الحديث بعد الحديث والمسألة بعد المسألة.

إذًا هو مجلس ليس مجلس الجدل والخصومات، وليس مجلس الفلسفة والسفسطة والقيل والقال، إنما هو مجلس تَحفُّه الملائكة، وتغشاه السكينة، وتتنزل عليه الرحمة، فهو مجلس الهدوء والإيمان والتقوى، ليس فيه لغط ولا رفع أصوات، ولا جدل ولا قصد الظهور، ولا الكلام في الناس، وإنما هو المجلس الذي إذا رآه عامة الناس، رأوا أنه المجلس الجدير بما ذكر الله تعالى عن أهل العلم.

{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} [فاطر:32] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015