موقف للإمام مالك مع أبي جعفر المنصور

يقول الإمام مالك كما في كتاب تذكرة الحفاظ وسير أعلام النبلاء للذهبي يقول: [[دخلت على أبي جعفر المنصور وقد جلس على فراش له -وكان الخليفة الذي يملك رقعة واسعة من الأرض- قال: فجاء صبي يدخل ثم يخرج، ثم يدخل ثم يخرج، فقال لي أبو جعفر: أتدري من هذا؟ قلت: لا، قال: هذا أحد أبنائي وإنما يفزع الآن من هيبتك، امتلأ قلبه تعظيماً وهيبةً لك، فأصبح يدخل ليجلس فإذا رآك هاب وخرج]] .

ثم سأل الخليفة أبو جعفر المنصور مالكاً عن أشياء، قال الإمام مالك: سألتني عن أشياء منها حلال ومنها حرام، فأفتاه مالك بما يسعه أمام الله تعالى، ثم قال الخليفة لـ مالك: أنت والله أعقل الناس، وأعلم الناس.

قال له مالك: لا، والله يا أمير المؤمنين، قال: بلى، ولكنك تكتم ذلك عني، ثم قال أبو جعفر: والله لئن بقيت لأكتبنّ قولك كما تكتب المصاحف -أكتب اجتهاداتك، وآراءك الفقهية، ومذهبك، كما يكتب القرآن- ولأبعثن به إلى الآفاق والأمصار فلأحملنهم عليه ولألزمن الناس به.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015