عُمِّر مالك تسعاً وثمانين سنة، وكانت وفاته سنة مائة وتسع وسبعين للهجرة، وكان يقول عند موته: [[أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، لله الأمر من قبل ومن بعد]] .
ودفن رحمه الله تعالى، ورضي الله عنه، بمقبرة البقيع الشهيرة بالمدينة النبوية.
لقد أصبح الإسلام زعزع ركنه غداة ثوى الهادي لدى ملحد القبر إمام الهدى ما زال للعلم صائناً عليه سلام الله في آخر الدهر قال أسد بن موسى: [[رأيت مالكاً بعد موته، وعليه ثياب خضر، وهو على ناقة بين السماء والأرض، فقلت: أليس قد مت؟! قال: بلى، قلت: فإلى ماذا صرت؟ قال: قَدِمْتُ على ربي وكلمني كفاحاً وقال: يا أبا عبد الله سلني أعطك وتمنَّ عليَّ أرضك]] فنعم هذه الخاتمة، التي ختم الله تعالى له بها.
قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم في صحيحه: {من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة} وكانت هذه الرؤيا الصالحة التي رآها بعض الصالحين، أمارة على حسن الختام لهذا الإمام، وأن الله تعالى قد أنزله منزل صدق، وبلغه منازل الصالحين في الجنة.
وهذا الكلام تجده في كل كتاب، وفي كل مُصَنَف، ولم أكن لآتي فيه بجديد، ولا كان قصدي ووجدي ووكدي أن أجمعكم لأقول لكم: مات مالك عام كذا، وولد مالك عام كذا، وتوفي عام كذا، وتعلم من فلان وعلم فلان، فهذا تجدونه في الكتب، وإنما أتيت لأحدثكم عن وقفات خمس عظيمة في سيرة هذا الإمام الجليل العظيم.