إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:- فهذه المحاضرة بعنوان "وقفات مع إمام المدينة النبوية".
إن من السهل على كل إنسان أن يرجع إلى كتاب من الكتب المؤلفة في التراجم، ليقرأ سيرة الإمام الفذ الكبير الحجة، مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي المدني، الذي ولد عام ثلاث وتسعين للهجرة.
في تلك السنة التي مات فيها أنس بن مالك، صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فعوض الله تعالى الأمة بهذا الإمام خيراً، وقد روى هذا الإمام عن شيوخ كثيرين من التابعين، يعدون بالمئين، بل بما يزيد على ذلك.