لا استقامة إلا بأمر بمعروف ونهي عن منكر

Q هل تتم استقامة المسلم بغير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟

صلى الله عليه وسلم لا.

لا تتم استقامة المسلم بغير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد صرح الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي ذكرته لكم سابقاً أن من لا ينكر على الإطلاق، ليس في قلبه من الإيمان حبة خردل، وهذا حديث صحيح في صحيح مسلم، {وليس وراء ذلك مثقال حبة من خردل إيمان} وفى رواية: {وذلك أضعف الإيمان} والأضعف ليس بعده أضعف منه، فالإنسان الذي لا يأمر ولا ينهى مطلقاً ليس بمؤمنٍ بمطلقاً، بل الدين كله هو الأمر والنهي: أولا: تأمر نفسك، فهذا أمرٌ ونهي.

ثانياً: تأمر من كان تحتك، ومن ولاك الله أمرهم، فهذا أمر ونهي.

ثالثاً: تأمر جيرانك، وزملاءك في العمل، وغير ذلك، فهذا أمر ونهي، أما أن يصبح المعروف والمنكر على حد سواء لا يفرح لهذا ولا يتغير لهذا، فهذا دليل على أن أضعف الإيمان قد فقد من قلبه، ومع الأسف الشديد أن الإنسان يرى تكاسل المسلمين في هذا الزمان عن الأمر والنهي، حتى إن الأمور التي كان الناس في السابق يشمئزون منها من قبل ويتحدثون عنها في المجالس؛ أصبحت شائعة ذائعة لا ينكرها منكر، وإن أعظم الأسباب في ذلك هو تهاون الناس، وأن بعضهم يزين لبعض هذا، والمثل يقول: (إذا كثر الإمساس قل الإحساس) فأول ما يرى الإنسان -مثلاً- المجلة السيئة تباع في مكتبة أو في دكان، يتأثر لذلك ويغضب، ويقوم على صاحب الدكان فيقول له: لا يجوز لك وأنت مسلم، كيف تشيع الفاحشة في الذين آمنوا؟ لكن عندما يراها مرة أخرى ومرات يصبح هذا الأمر عنده عادياً، فمن واجبنا أن نأمر وننهى، ولكن بالحكمة والموعظة الحسنة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015