إذا كان الإنسان يُسأل عن عمره يوم القيامة، ويُسأل عن شبابه بصفة خاصة، فإن لنا أن نتساءل: ما هو السر في تخصيص الشباب بالسؤال عنه مرتين؟ أقول -والله أعلم-: إن السر في ذلك يرجع إلى أمور أذكر منها أمرين فقط: الأمر الأول: أن فترة الشباب هي فترة القوة، والحيوية، والقدرة على العمل، ولذلك نجد أن الشاب إذا اقتنع بأمر بذل الغالي والرخيص في سبيله، حتى يبذل نفسه في ذات الله عز وجل.
الأمر الثاني: أن فترة الشباب هي أيضاً الفترة المعرضة لكثير من الشواغل، والنزعات التي تجذب الإنسان إلى الشر وتبعده عن الخير، وهذا أمر مترتب على المسألة الأولى، فلأن فترة الشباب هي فترة القوة والحيوية والنشاط، يكون العقل فيها متحركاً، والجسد، والقلب كذلك؛ فإن لم يتحرك إلى الخير تحرك إلى الشر.