وقفه عند قوله تعالى: (وَكَانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً)

يقول الله تعالى وهو يذكر النار وأهلها فيقول: {وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضاً} [الكهف:100] نعم كأنك ترى هذا المشهد أمامك والناس يموجون في بعض، والنار قد عرضت وقربت وأعدت بحيث يراها هؤلاء وأولئك.

ثم يذكر الله عز وجل لمن عرضت هذه النار ولمن أعدت؟ فيقول: {الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً} [الكهف:101] أي: للكفار.

أليس للكفار آذان يسمعون بها؟! أليس لهم أعين يبصرون بها؟! بلى.

لهم آذان يسمعون بها، ولهم أعين يبصرون بها، ولهم قلوب يعقلون بها أمور دنياهم، ولكن المنفي عنهم هو السماع الذي يؤثر في الاتعاظ، والعمل، والاعتبار، ومشكلتنا -أيها المسلمون- دائماً ليست في أننا لا نعلم، بل نحن نعلم كثيراً من الأشياء ولكننا لا نعمل، ولا نتعظ بها، فيكون حكمنا في ذلك حكم من لا يعلم بها أصلاً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015