Q إذا كان رجل عابداً لله، وسأله أحد أصحابه وهو يقول: هل يدخل النار المطربون والمخنثون؟ فقال: إذا لم تتغير حالهم سيدخلون النار! فما حكم ذلك؟
صلى الله عليه وسلم الحكم على الناس يا أحباب له أنواع: هناك حكم على الفرد، وهناك حكم على النوع، أما الحكم على الفرد: فهو أن تحكم على فلان بن فلان، بأنه في النار، أو بأنه كافر، وهذا من أخطر الأمور وأعظمها عند الله عز وجل، فأحذر نفسي وأحذركم، ثم أحذركم من الحكم على فرد معين مهما بلغ، الله عز وجل ما جعلك وكيلاً على عباده، تكفر فلان وتضلل فلان، وتدخل فلان الجنة، وتدخل فلان النار، لا تحكم لمعين بالجنة ولا بالنار، إلا من حكم له الرسول صلى الله عليه وسلم.
أما الحكم على الطائفة: أو على النوع: كأن تقول مثلاً، أكلة الربا في النار، الفساق في النار، العصاة في النار، العاق لوالديه في النار، الذي يتعاطى الغِناء والطرب واللهو في النار، دون أن نخص أحداً بعينه، فهذا لفظٌ عام، ولذلك جاء لعن هؤلاء، فيمكن أن نقول: لعن الله الفساق، لعن الله الزناة، لعن الله المرابين، لعن الله الظالمين الذين يظلمون الناس، لعن الله الذين يشهدون شهادة الزور، لكن لا تدعو على شخص بعينه؛ لأن هذا الإنسان قد يوجد فيه ما يجعله من أهل النار، وفي المقابل يكون هناك أشياء لا تعلمها أنت سببت أن الله غفر له، إما عنده أعمال صالحة، أو أنه أصابته مصائب دنيوية كفر الله بها عنه من خطاياه، أو أنه كثير الاستغفار، أو أنه يدخل في شفاعة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أو شفاعة بعض الشافعين، أو في رحمة أرحم الراحمين، فلا تحكم لفرد معين مهما كان الأمر، أما الكافر الذي تعلم أنه مات على الكفر، هذا نحكم بأنه كافر، وقد جاء في بعض الأحاديث والآثار {حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار} .