زكاة الذهب

Q يقول السائل: بسم الله الرحمن الرحيم، أعلمك يا شيخ أني أحبك في الله ونعلمك يا شيخ أننا نحتاج مثل هذه الدروس والمحاضرات راجين من الله أن يوفقكم لزيارتنا زيارة شهرية أو نصف شهرية حسب الاستطاعة، أما عن السؤال: فهو عن زكاة الذهب من اشترى ذهباً على فترات متفرقة فكيف تكون الزكاة فيه؟ هل تكون على الحول من مدة كل كمية أو كيف؟

صلى الله عليه وسلم أما محبته فأحبه الله الذي أحبني فيه، والحب بين المؤمنين من أفضل الأعمال، ومن أسباب محبة الله تعالى للعبد، وفي الحديث الذي رواه مالك في الموطأبسند صحيح، عن أبي إدريس الخولاني ضي الله عنه قال: [[دخلت مسجد دمشقإذا فيه فتى براق الثنايا، وإذا الناس حوله، فإذا اختلفوا في شيء أسندوه إليه، وصدروا عن رأيه فيه، قال فلما كان من الغد هَجّرت -يعني بكرت- فوجدته قد سبقني في التهجير ووجدته يصلي، فانتظرته حتى قضى صلاته فأتيته من قبل وجهه، فقلت له إني أحبك في الله، قال: آلله، قلت: آلله؟ قال: آلله؟ قلت: آلله، قال: آلله؟ قلت: آلله أي يستحلفه بالله ثلاثاً إنه صادق قال: نعم.

قال: فأخذ بحبوة ردائي فجذبني إليه، وقال لي: أبشر أبشر، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى: {وجبت محبتي للمتحابين فيّ، ووجبت محبتي للمتجالسين فيّ، ووجبت محبتي للمتزاورين فيّ، ووجبت محبتي للمتباذلين فيّ} ]] الحب في الله والمجالسة في الله، والتزاور في الله، والتباذل والتعاطي في الله، كل هذا مما يسبب محبة الله تبارك تعالى للعبد، وإذا أحب الله عبداً فهو من {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [يونس:63] إذا أحبك الله فنم، فالمخاوف كلهن أمان، فينبغي أن نحرص أن نتحاب في الله تبارك وتعالى، ونتعاطى الحب في الله، والكلام الطيب والتزاور في الله، والتآخي في الله، والتناصح في الله، حتى يحبنا الله عز وجل.

أما طلب الأخ أن أزوره أو أزوركم كل شهر، أو كل نصف شهر، فهذا متعذر لأن الإنسان بحكم ارتباطه ما بين ارتباطات بالعمل، إلى بعض الأعمال والدروس وغيرها، إلى بعد المسافة، كل هذا يحول دون ذلك، لكن لعلها أن تتحقق ولو زيارة حولية، من الحول إلى الحول، حتى لا ينسى بعضنا بعضاً، وأفيدكم أيها الإخوة: بأن حضور مثلكم في مثل هذا الاجتماع، وتشجيعكم ودعوتكم غيركم، مما يشجع على الزيارة، فإن الإنسان إذا جاء ووجد القبول ووجد الإقبال، ووجد الرغبة فإن هذا يدعوه إلى أن يكرر الزيارة، فجزاكم الله خيراً على جلوسكم وزيارتكم لهذا المكان، وجعلنا وإياكم من المتجالسين فيه، والمتزاورين فيه.

وأما السؤال عن الذهب، فإن الأخ يبيع بالذهب كما هو ظاهر السؤال، فالذهب حينئذ يعتبر من عروض التجارة، فإذا حال الحول على المبلغ المالي عند الإنسان، زكّاه، وكل مبلغ حال عليه الحول عنده أخرج زكاته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015