كف الأذى

الوسيلة الرابعة: كف الأذى عنهم، وقد جاء أبو ذر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال له يا رسول الله: أي العمل أفضل قال: {إيمان بالله وجهاد في سبيله} قال: فأي الرقاب أفضل قال: {أغلاها ثمناً، وأنفسها عند أهلها} أي إذا أردت أن تعتق رقبة فالأغلى والأنفس هو الأفضل، قال أرأيت يا رسول الله، إن ضعفت عن بعض العمل-أنا إنسان ضعيف قد لا أستطيع أن أفعل لا هذا ولا هذا ولا هذا فماذا أصنع؟! فالإسلام ما نزل لطبقة خاصة من الناس، الإسلام نزل للناس كلهم، فلذلك قال: {أرأيت يا رسول الله إن ضعفت عن بعض العمل -ما أستطيع أن أعمل- قال النبي صلى الله عليه وسلم: تكف شرك عن الناس، فإنها صدقة منك على نفسك} والحديث رواه البخاري ومسلم.

وأبو سعيد أيضاً يقول: {جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله من أفضل الناس؟ قال: رجل مجاهد في سبيل الله بنفسه وماله} ولا شك أنه أفضل الناس الذي يضحي بماله ونفسه، قال: ثم ماذا؟ قال: {رجل معتزل في شعب من الشعاب، يعبد ربه ويدع الناس من شره} هذا إنسان فيه شر إذا اختلط بالناس يسيء إليهم، يسيء إليهم بالقول والفعل ويعتدي عليهم، فيقال له يا أخي: الأفضل أن تعتزل، لأنك تؤذي الناس، بقولك وفعلك (يعتزل في شعب من الشعاب يعبد ربه ويدع الناس من شره) وفي لفظ {ليس من الناس إلا في خير} أي الناس كلهم لا يعرفونه إلا في خير، ولابد إذاً من الكف عن أذى الناس.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015