أما الوقفة الأولى: فمن المخاطبون في هذا الحديث {أنتم شهداء الله في أرضه} من هم؟ مما لا شك فيه أن شهادة الكفار غير مقبولة، لأن الكافر مبغض للمؤمنين بكل حال، والله عز وجل يقول في شأنهم: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاءِ لَضَالُّونَ} [المطففين:32] .
فالكافر قد انقلبت الموازين في نظره، فالمهتدي المؤمن عنده ضال، والمستقيم عنده منحرف، والصالح عنده طالح، فلا عبرة بكلامه يقول عز وجل عن الكافرين: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [الحج:72] .