إذا ترتب ضرر دنيوي

Q ما هو رأي الشرع إذا كان القيام أو الأمر بالمعروف يأتي بالضرر الدنيوي للإنسان، مثال لذلك في بلادي كون الإنسان ملتحٍ يعتبر ذلك تهمة في حد ذاته، ناهيك عن المصاعب التي تواجهه في حياته وعمله، سواء كان موظفاً أو له عملٌ آخر، وقس على موضوع اللحية أموراً أخرى، فما موقف الشرع في حالة كهذه؟

صلى الله عليه وسلم أولاً: قول الأخ السائل (رأي الشرع) أي هو بين أمرين، إما أن يسأل عن رأي المتحدث، رأي المتكلم فهو رأي، وأما أن يسأل عن حكم الشرع، لأن ما جاء في الشرع لا يعتبر رأياً، وإنما هو حكم، ثم المثال الذي ضربه الأخ لا ينطبق على السؤال، لأن السؤال عما إذا كان الأمر بالمعروف يأتي بالضرر الدنيوي، أما السؤال فهو عن فعل المعروف، ولذلك أترك السؤال وإن كان في ظني هو المقصود، وأجيب على الجزء الأول، وهو إذا كان الأمر بالمعروف يأتي بالضرر الدنيوي للإنسان.

فإذا كان الإنسان يخاف على نفسه، أو على ولده، أو على ماله، خوفاً يقرب من التحقق والوقوع، فله أن يترك هذا الاحتساب، خاصةً إذا لم يكن فرض عين عليه شخصياً، لكن كثيراً من الناس اليوم مبتلون بالجبن والهلع، فيظنون أن أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر يحدث لهم ذلك.

والواقع أنه لا يضيرهم شيئاً أن يأمروا أو ينهوا، وخاصة إذا كان الإنسان يأمر بالحكمة وبالكلمة الطيبة، أظن أنه في أي دولة من دول الدنيا، سواء في الدولة التي ينتمي إليها الأخ أو غيرها، حتى الدول الكافرة، حتى دول اليهود والدول النصرانية، إذا كان إنسان يتكلم بالكلام الطيب، وينكر المنكر بلسانه، فلا أحد يعترض عليه، يقول، يتكلم، لا يوجد مانع، صحيح أنهم لا يسمحون له أن ينكر بالقوة، وهذا معروف، أما أن ينكر بلسانه فهذا ممكن في معظم الأحيان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015