الإيمان بالجنة

لو أنك تذكرت -مثلاً- الجنة، ضع في ذهنك أو تصور الجنة، وقد وصف الله لك الجنة، والله سبحانه وتعالى لا يخلف الميعاد، وهو العليم الخبير: {وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} [فاطر:14] فحينما يذكر لك الله وصف الجنة، لابد أن هذا الوصف دقيق جداً، وأيضاً هو وصف كما قال الله تعالى: {وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً} [البقرة:25] .

فلا يمكن لأحد أن يتصور الجنة تصوراً حقيقياً كما هي، إنما يُقرِّبُها، وإن الجنة فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، إنما لا يمكن للإنسان أن يتصور ما في الجنة أبداً، مهما يبلغ به من الخيال لا يمكن أن يتصور هذه الجنة، ثم تصور أن هذه اللذات التي في الجنة، وأعظمها رضوان الله، ولذة النظر إلى وجهه الكريم، هذه اللذات لا يحول بينك وبينها إلا أن تموت، أنت الآن قد تكون سعيداً في حياتك بعض السعادة، لكن هذه السعادة الكلية الموعودة للمؤمنين، لا يحول بينك وبينها إن كنت مؤمناً إلا أن تموت فقط.

فلو سيطر هذا الشعور سيطرة حقيقية على الإنسان لكان يقلب نفسه ظهراً على عقب، ولأصبحت الحياة عند الإنسان مرحلة عادية، وتكررت البطولات التي كنا نسمعها في التاريخ عن آبائنا وأجدادنا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015