الأكراد في أمريكا ينصرون

وعندي رسائل تحكي جوانب أخرى فهذه رسالة من أحد الإخوة في مدينة ناشفل في إحدى الولايات في أمريكا، وهو المسئول الاجتماعي بالمركز الإسلامي هناك، يقول: أحيطكم علماً بأننا نعاني معاناة كبيرة، ونشفق إشفاقاً عظيماً؛ لما نراه يحدث يومياً لإخواننا الأكراد الموجودين هنا في مدينة ناشفل في ولاية تنيسي والذين تحتويهم الكنائس في محاولة جادة لتنصيرهم ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ويقول: هؤلاء الأكراد فيهم خير كثير وحب كبير للإسلام واعتزاز به، هذا الشعور لمسناه فيهم بحكم احتكاكنا وتعاملنا معهم، والحمد لله فهم يفرحون عندما نزورهم في منازلهم، ويحاولون تقديم كل ما لديهم، وهم فقراء ولكنهم كرماء، والأطفال يستقبلوننا بعيون ترى فيها الأسى والبؤس، ولكن مع ذلك يبتسمون لنا ويبدءوننا بعبارة: السلام عليكم، ومما يسعدنا جداً الوعي الذي نراه فيهم، وهو يتمثل في كرههم الشديد للكنيسة، الآباء والأمهات يطلبون منا أن ندعو الله تعالى أن يحفظ عليهم إسلامهم، وأن ينقذ أطفالهم من براثن الكنيسة التي تخطط في سبيل فصل الآباء عن الأبناء، ومن ثم تقوم باحتضان الأطفال وتنصيرهم بكل يسر وسهولة.

ثم يقول: بعد الطرح السريع الذي قدمناه لكم في هذه الرسالة، والذي نهدف من ورائه إلى إبراء الذمة أمام الله تعالى، فإن هذا الأمر ليس من السهل أن يتحمل أعباءه أفرادٌ قلائل حتى وإن كانوا مخلصين.

وعليه نفيدكم بأننا الآن نبحث عن مكان يكون عبارة عن مدرسة تحوي هؤلاء الأطفال، والبالغ عددهم أكثر من أربعمائة وخمسين طفلاً تتراوح أعمارهم بين الرابعة والرابعة عشرة.

إننا نحاول شراء المكان، ولا يخفى أن بعض العلمانيين من الأكراد والمقيمين هنا، تحاول الكنيسة استعمالهم للحيلولة بين تلك العائلات المحافظة وبين المسلمين في هذه المدينة.

إن هؤلاء الأطفال الأبرياء الجاهزة عقولهم لتقبل أي عقيدة لن يستطيعوا مقاومة الإغراءات التي يحتاجها أي طفل، فإليكم يا من ننظر إليكم دائماً على أنكم أصحاب العقيدة الصحيحة، وأصحاب الأيدي المتوضئة، وأصحاب القلوب النابضة بالإيمان الصادق -ونحسبكم كذلك- نناشدكم الله، وهذا خطاب لكل طلبة العلم والدعاة والعلماء؛ بل ولكل المسلمين، ألا تتركوا إخوانكم وأخواتكم وأبناءكم لقمةً سائغة للحاقدين على الإسلام والمسلمين، وكل ما نتمناه أن يكون هذا الموضوع من الموضوعات التي يهتم الجميع بها.

إنه من الطبيعي جداً أن يكون الطريق ليس مفروشاً بالورود، فنحن نخطو هذه الخطوة ونواجه مخططات نصرانية مدروسة، ولا نخفي أن هناك أهدافاً ترمي إليها الكنيسة من جراء المساعدات التي تقدمها، وهذا الشيء لمسناه بأنفسنا في المجموعة العلمانية حيث أنهم يدعون بالخير ويشكرون الكنيسة أمامنا، ومع إقراري بأن هذا خطأ -يقول أحد الإخوة- لكنني في قرارة نفسي أتخيل أن كثيراً من الناس لو كان مكانهم لتصرف التصرف نفسه، فإن الإنسان يعاني ويتألم وهو يرى أخاه المسلم يضحك ولا يهمه أمره، يموت أو يحيا وهو يعطي فلذة كبده لأعدائه حتى يتعطفون عليه ويهتمون به.

يقول أحدهم: اضطررت لإرسال ابنتي حتى تتعلم الرقص مقابل مبلغ وقدره خمسون دولاراً، وأنا أشتغل في خمارة تارة، أو أبيع لحم الخنزير تارة أخرى تحت ضغط الكنيسة.

يقول: أصبحت أكره الإسلام والمسلمين، وخاصة العرب منهم، وهذا الشعور كله زرعته الكنيسة، ونجحت للأسف الشديد فيه أيما نجاح، أتريدون أن تعرفوا أيها المسلمون النتيجة؟ يقول أحدهم: لقد تركت الصلاة نهائياً، بعد أن عملت فترة في محل لبيع الحرام، وأصبحت لا أعترف بأي تشريع ينسب إلى الإسلام، أما ابني الآن فهو يعتبر نصرانياً لا يعرف من الإسلام إلا عبارة السلام عليكم، لديه صديقة أمريكية يحضرها معه إلى بيتي هذا، يقول والده ولا يستنكر ذلك منا أحد، أما ابنتي فهي كاسية عارية لا تعترف بالحجاب بتاتاً، وزوجتي كذلك تحمل نفس الأفكار، أصبحت أذهب إلى بيوت الأكراد الجدد، وأقوم بنفس الدور الذي قامت به الكنيسة، غير أنني أتحدث لغة قومي، ونجحت في إبعادهم عن المسجد وعن المسلمين، وأخذتهم إلى الكنيسة والتي لها الفضل الوحيد في بقائي حياً حتى الآن.

أيها المسلمون! لا تلوموني إذا سمعتم بقصتي، وإنني موقن تماماً بأنكم لن تصنعوا شيئاً غير الكلام، وسأقف في وجوهكم جميعاً لأنكم ظالمون، وأنتم الذين ساهمتم مع الكنيسة في تدميري وتدمير أسرتي.

يقول أخونا المسلم الذي بعث لي بهذه الرسالة: ما الذي سيحدث بعد قراءتكم لهذه القصة، والتي هي واقعة داخل كل أسرة كردية؟ إنه ليس أمامي حل إلا أن أضع هذه المشكلة أمامكم، وأنتم جميعاً مسئولون أمام الله عز وجل عن تقديم كل ما تستطيعونه قبل فوات الأوان، اللهم إني بلغت، اللهم فاشهد، نسأل الله العلي القدير أن ينصرنا على أعداء دينه، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015