أولاً: الاشتباكات بين مسلمي البوسنة والكروات الكاثوليك الذين يستغلون الظروف الصعبة التي يمر بها المسلمون للاستيلاء على الأسلحة والمواد الداخلة للبوسنة وسرقة الأموال، وقتل بعض العرب والمسلمين الداخلين لمساعدة إخوانهم هناك، كل هذه التصرفات إضافةً إلى الوقاحة التي وصلت بالكروات إلى حد محاولة إمدادهم بالكهرباء دون مقابل وبالفحم الحجري، ودفعوا بالمقاتلين المسلمين ذلك للتفكير الجدي بالتصدي لهذه العصابات وتأديبها، وعلى الرغم من نتائج هذه الاشتباكات التي كان من نتائجها قطع الطريق بين كرواتيا والبوسنة، إلا أنها مع ما فيها من ضرر لا تخلو من خيرٍ في توحيد صفوف المسلمين وتجميعهم وتعرفيهم بعدوهم وتشجيعهم للتصدي للصليب، ونزع الخوف من قلوبهم، ورفع الذل من نفوسهم، إن الاشتباكات الأخيرة وقعت بين المسلمين والكروات وهي مستمرة إلى الآن، على الرغم أن الطريق مغلقة والخوف ينتاب النصارى أكثر وأكثر! ثانياً: لا زالت مدينة سربنتشا محاصرة، ولا زال المسلمون يدافعون عنها رغم التهديد الصربي والمحاولات المستمرة في احتلالها بأقل الخسائر حيث يكثفون القصف، ويدخلون مجموعات من القوات الدولية الكندية للمرابطة فيها، وغالب القوات الكندية ترجع إلى أصولٍ صربية، وقد تم إخلاء أعداد كثيرة من المدنيين من هذه المدينة بالسيارات ومات منهم قسم كبير في الشاحنات بالاختناق، وبقي في البلدة حوالي ستين ألف مسلم.
إن هذه المدينة تشهد الآن قصفاً متواصلاً من الصرب، وهم على مسافة بضع كيلو مترات من مركز المدينة، وقد نشر في تلفزيون العالم كلها صور بشعة فظيعة للأوضاع التي يعانيها المسلمون هناك، بل نشر كبار السياسيين الغرب من أمريكا وبريطانيا وغيرها وهم يقولون: إن هذا الأمر الذي نشهده، وحشية لم يعرف التاريخ لها مثيلاً، ويقولون كما صرحت بذلك " تاتشر " وهي رئيسة وزراء بريطانيا السابقة للتلفزيون الدانمركي وقالت وصوتها يتهدج: إنني أشهد مأساة لم أكن أتوقع أن العالم كله يطيق صبراً عليها، ومع ذلك فإن مناطق البوسنة تشهد نقصاً حاداً في المواد الغذائية، ولا زال الصرب يقصفون المناطق المختلفة في البوسنة، وفي كرواتيا متحدين ما يسمى بالمجتمع الدولي الصامت، والواقع أن المجتمع الدولي هو الذي أعطى للصرب الضوء الأخضر ليقوموا بهذه العملية، ثم أعطاهم مهلة أسبوعين ليتمكنوا من القضاء على المسلمين، وإسقاط سربنتشا وهي مدينة إستراتيجية، وسقوطها يعني تمهيد الطريق لوجود ما يسمى بصربيا الكبرى، وبرغم النقص الحاد في الذخيرة والسلاح والطعام، إلا أن الروح المعنوية للمقاتلين المسلمين عالية جداً، وهم واثقون من نصر الله عز وجل نسأل الله تعالى أن ينصرهم.