الجرح النازف في البوسنة والهرسك

أيها الإخوة: إن ذلك التقرير الذي وصلني عن البوسنة والهرسك من أخينا الدكتور صالح السلطان وصلني في هذا اليوم، وقد قدم له بمجموعة من الأقوال والأخبار وهي: أولاً: إن على المسلمين أن يلقوا بأسلحتهم ويسلموا لنا، وإلا فسنساعدهم لكي يذهبوا إلى الآخرة التي يتحدثون عنها.

(يقول ذلك القائد الصربي في البوسنة الجنرال ملابيتش) .

ثانياً: إن علينا أن نفهم أن السيد حسب الله لاتوف رئيس البرلمان الروسي هو مسلم وأن يلسن هو نصراني (يقول ذلك مجلة كرواتية أسبوعية) .

ثالثاً: إن سقوط سربنتشا سيكون المفتاح لإقامة صربيا الكبرى، وسيمزق كل اتفاق دولي حول البوسنة، إن الموقف الدولي عاجز عن لجم صربيا وعصاباتها (تقول ذلك مندوبة C.

N.

N في البوسنة الشرقية) .

رابعاً: إن سقوط سربنتشا يعني سقوط الاتفاقات المعقودة في البوسنة، وسيدمر السلام الدولي (يقول ذلك: الرئيس البوسني علي عزت) .

خامساً: لقد استطاعت صربيا ومع التخاذل الدولي والأوروبي بحشد القوات الدولية لخدمة مصالحها في البوسنة (يقول ذلك: التليفزيون الإيطالي هناك) .

سادساً: إننا مضطرون للهجوم على المسلمين لندفع عن المسيحيين الصرب خطرهم ومذابحهم التي يتعرض لها إخواننا الصرب، ونراهم حيث يقوم المسلمون المتعصبون بتقتيل وتدمير المدنيين وممتلكاتهم ونهب بيوتهم.

(يقول ذلك تلفزيون بلجراد) .

بالجمع بين هذه الأقوال وبين الصورة الحزينة التي تبثها شاشات العالم بأسره عن الأوضاع المأساوية التي تردت حال إخواننا من مسلمي البوسنة، يمكن لنا أن نزداد قناعةً فوق قناعتنا بأن ما يجري اليوم على أرض البوسنة هو حرب ضد الإسلام وحده، فهم لا يريدون أن تقوم للإسلام قائمة في هذه المنطقة، وإن ما يجري هو تنفيذ لمخطط صليبي قديم قائم على أساس القضاء على المسلمين، وقد تم الاتفاق عليه بين قوى الصليب شرقها وغربها، لمنع وجود أي كيانٍ إسلاميٍ في أوروبا، وأن الخطة الأخيرة التي اضطر الرئيس علي عزت - رئيس البوسنة على التوقيع عليها ما هي إلا إحدى خطوات تلك المؤامرة التي يراد لها أن تكون مرحلة تنتهي بأندلس أخرى لمسلمي البوسنة! يقول المطلعون إن الرئيس علي عزت قد صرح بعد عودته من نيويورك، وبعد توقيعه على الأوراق الخاصة بخطة "فانس أو ين" فقال: إن الحرب مستمرة، فلا تلقوا السلاح، وإن وقعت مضطراً فإنني على قناعة تامة أنهم يدبرون لنا أمراً ما.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015