إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً، وعلى آله وأصحابه وأتباعه، ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أيها الإخوة الكرام من المستمعين والمستمعات: إنني استمهلكم لأتحدث إليكم في ذلك الموضوع الذي وعدت (دلوني على سوق المدينة) أما اليوم فإن ثمة مجموعة من الأحداث فرضت نفسها وتحت عنوان (نثار الأخبار) .
أيها الأحبة جراح المسلمين اليوم كثيرة، وإذا قال قائلٌ، وإذا تحدث متحدث عن الأخبار فماذا عساه يقول عن أخبار المسلمين، هل تظنه سوف يحدثك عن جحافل الفتح التي تضرب في شرق الأرض وغربها؟ أم تراه سوف يحدثك عن حلقات التعليم؟ أم سوف يحدثك عن مؤسسات الدعوة؟ أم سوف يحدثك عن برامج الإعلام التي تقوم للإسلام وتدعو إليه؟ إن هذا كله من الممكن أن يكون، ونحن جميعاً يجب أن نكون متفائلين، لأن الله عز وجل وعدنا بنصر هذا الدين، ولكن هذا التفاؤل لا يجوز أبداً أن يحجبنا عن واقع الحال المرير الذي يعانيه المسلمون هنا وهناك، إنني سوف أحدثكم من جديد عن جراح المسلمين في البوسنة، وقد وصلني هذا اليوم تقرير من أخينا فضيلة الدكتور/ صالح السلطان، وقد ذهب إلى هناك، ثم عن مأساة المسلمين في طاجكستان وهي مأساة لا زالت دماؤها تنزف وتنزف، ثم عن مأساة إخواننا المجاهدين العرب في بيشاور وقد أودعوا في غياهب السجون، ثم عن مصيبة المسلمين ومأساتهم في جنوب الفلبين، وقد جاءني منهم من جاءني أمس، وحدثني عما تتفطر له الأكباد، ثم عن مصيبة المسلمين الأكراد في العراق أو إيران أو تركيا، بل عن مأساة المسلمين الأكراد في بلاد الغرب حيث يلاقون ألوان التغيير والتنصير، أما فلسطين ومصر والجزائر، فالأمر فيها أكبر من أن يتسع له هذا الوقت فضلاً عن بعض الأخبار التي سمعها الجميع وتطلَّب الأمر التعليق عليها.