والعبودية للشهرة والجاه والمنصب والكرسي بحيث إن الإنسان يفقد كرامته وإنسانيته في سبيل الوصول لذلك، ثم يظل يجاهد للمحافظة على ما وصل إليه من جاه أو منصب أو كرسي أو شهرة، فيجاهد للمحافظة عليها كل لحظة بألوان من التذلل والمجاملة لا تنتهي، وربما بان الشيب في مفرق الإنسان وهو يجاهد للحصول على الوزارة -مثلاً- ثم مات وهو مستميت في المحافظة عليها، وكم من إنسان ضحى بصداقات وعلاقات ومروءات، بل ضحى بأحكام شرعية وحلال وحرام في سبيل الوصول إلى ذلك!! وكم نجد من ألوان هذه العبوديات والشهوات لكثير من الكبار والصغار، كل قوم من الناس ابتلوا بنوع من العبودية فهذا ابتلي بعبودية المال مثلاً، وهذا ابتلى بعبودية الكرة! وهذا ابتلي بعبودية المنصب، وهذا ابتلي بعبودية الشهرة، وكل إنسان قد يزدري الآخرين ويتعجب كيف هذا يركض وراء الشهرة! والذي يركض وراء الشهرة يتعجب كيف هؤلاء يركضون وراء الكرة، والذي يركض وراء الكرة يتعجب كيف هؤلاء يركضون وراء المنصب! والواقع أن المسلم الذي من الله تعالى عليه باليقظة والبصيرة يضحك من هؤلاء جميعاً، ويقول: كيف يركض هؤلاء جميعاً وراء عبوديات ويتركون عبوديتهم للواحد الديان جل جلاله؟!!