مهمة الجهاد

هذا الجهاد الباقي ما هي مهمته؟ مهمته تحرير الأرض الإسلامية من سلطة الكافرين والمارقين والمنافقين؛ بل مهمته أبعد من ذلك فمهمته تحرير الأرض كلها حتى الأرض التي لم يسبق أن احتلها المسلمون أو فتحوها -وبالأصح الأرض التي لم يسبق أن فتحها المسلمون- تحريرها من سلطة الطغاة المستكبرين {أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} [الأنبياء:105] {إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف:128] {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا} [الأعراف:137] وبمعنى آخر -كما أسلفت- إقامة النظام الدولي الإسلامي الذي يظلل الأرض كلها، فالجهاد ليست مهمته فقط إنقاذ الثروة الإسلامية من ابتزاز أمريكا وحلفائها وشركائها فحسب؛ بل مهمته تمكين المسلمين من حقوقهم الاقتصادية المشروعة حتى في أموال المنافقين والكفار؛ ولذلك سمى الله تعالى ما يعود على المسلمين من أموال الكفار فيئاً {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى} [الحشر:7] لأنه أفاء أي: أرجع إلى أهله وأصحابه الأصليين، وهم المسلمون، فأما ما يكون نتيجة الحرب القائمة بين المسلمين والكفار فهذه غنائم أمره واضح لا إشكال فيه، وأما في السلم فالمسلمون يضربون الجزية على الكفار على حسب التفاصيل المعروفة في كتب الفقه.

إذاً تحرير الأرض الإسلامية مطلب شرعي عادل، لا! ليس الأمر كذلك فقط؛ بل تحرير الأرض كلها من سلطة الكفار مطلب شرعي عادل.

والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا يقدم المسلمون في كل يوم مزيداً من الأرض ومزيدًا من الثروة ومزيداً من التنازلات لأعدائهم؟! لماذا تنقص الأرض الإسلامية من أطرفها يوماً بعد يوم؟! ولماذا يلهث المسلمون وراء مشاريع السلام الموهوم؟! ولماذا يغالطون أنفسهم ويضلون شعوبهم ويخدرونها فيرسمون ويصورون لها بأن العالم الآن يعيش مرحلة لم تعهد من قبل ولم يعرفها التاريخ؟! مرحلة الشرعية الدولية، وما أدراك ما الشرعية الدولية القائمة على أساس العدل والإنصاف والسلام.

من يجهل تاريخ الأمريكان وماذا عملوا -مثلاً- بالهنود الحمر كأقرب مثال؟! ومن يجهل تاريخهم مع الشعوب التي هيمنوا عليها، بل أي آلة للحرب وأي آلية للجاسوسية يملكونها الآن؟! وأي أخلاقيات تؤمن بها الـCIصلى الله عليه وسلم مثلاً الذي هو جهاز المخابرات الأمريكية؟! ويكفيك أن تقرأ فقط كتاب كنت رئيسًا لـ CIصلى الله عليه وسلم لـ آلن دالاس الرئيس السابق للمخابرات المركزية الأمريكية؛ لتنظر بعض ما أمكن الاعتراف به من ألوان الألاعيب والحيل التي تكشف لك أنهم يحاولون أن يجعلوا العالم كله لعبة في أيديهم، لماذا تنتقص الأرض الإسلامية من أطرفها، لماذا توظف أموال المسلمين في غير صالحهم؟! ولماذا يستفيد عدوهم من الفرص التاريخية الكبيرة التي قد لا تعوض وقد لا تتكرر؟! على سبيل المثال قرأت قبل أيام خبراً تعجبت أن أجهزة الإعلام لم تلتفت له، يقول: رصد فقدان عشرة كيلو من اليورانيوم المخصب من الاتحاد السوفيتي أي: المعامل الذرية في الاتحاد السوفيتي، فقدت عشرة كيلو من اليورانيوم المخصب، إلى هذا الحد! ومرَّ الخبر بهدوء، قالوا: احتمال أنه يكون غلط في الحسابات! وهذا يدل على ضعف الاهتمامات أو ضعف العناية الأمنية في هذه المصانع، انتهى الأمر عند هذا الحد، أين ذهبت هذه العشرة كيلو؟! مفاعل نووي كبير تقايض وتفاوض إسرائيل دول الكومنولث الجديدة -الآن- من أجل شرائه، وعشرات الآلاف من المهاجرين اليهود يأتون الآن إلى إسرائيل على حين لا يكترث المسلمون لما يجري، ولا ينتفعون من هذه الفرص العظيمة التي تقع هناك، هل هم أقل عدداً؟ هل هم أقل ثروة؟! هل هم أضعف؟! هل هل؟! الجواب في نظري يمكن تلخيصه في كلمة واحدة يجب أن تسترعي اهتمامكم؛ لأنها كلمة مهمة وهي عقدة المحاضرة، كلمة "الإنسان مستعبد".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015