Q يقول: فضيلة الشيخ، أحياناً يجد الشاب الملتزم في نفسه شيئاً، ويضيق صدره حتى إنه لا يجد له فرجاً إلا أنه ينفرد بنفسه ويبكي، ولو سألته عن السبب، لم تجد عنده إجابة لأنه لا يعرفه! فهل لذلك الشيء أسباب لا نعرفها؟
صلى الله عليه وسلم الأخ أشار إلى حالة نفسية قد تنتاب بعض الناس -أحياناً-، لكن دون أن يشير إلى هذه الأشياء التي يجدها الشخص في نفسه.
فإن كانت القضية مجرد ضيق يحسه الإنسان في صدره -أحياناً- فينفس عن نفسه بالبكاء دون وجود أسباب لا ظاهرة ولا غير ظاهرة بالنسبة له، فهذا قد يكون راجعاً إلى خصائص فردية يتميز بها هذا الشخص.
فبعض الناس قد يكون عنده أشياء في نفسه إما عن طريق تربيته في الصغر، أو أمور وراثية، أو تأثيرات معينة، تركت في نفسه ذنوباً وآثاراً جعلته يحس -أحياناً- بهذا الإحساس الغامض الذي لا يجد فرجاً له إلا بالبكاء.
وإن كان هناك أسباب فلا بد من معرفة هذه الأسباب، وهذه الأفكار أو الخواطر التي تخطر في القلب، والعمل على إزالتها.
وبكل حال، أقول: إنني لم أفهم من السؤال إلا القضية الأولى، وهي أن بعض الشباب قد يكون عنده أشياء نفسية وضيق في صدره -أحياناً-، لكن الله عز وجل قال: {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:28] .
فالمؤمن يجد أنسه وفرجه ولذته وقرة عينه وسروره بالدعاء وبالذكر وبقراءة القرآن، وعلينا أن ندرب أنفسنا على هذا الأمر، فمن نعمة الله علينا أن الله سبحانه لم يتركنا في هذه الحياة لأنفسنا، وإنما امتن علينا ببعثة هذا الرسول صلى الله عليه وسلم، وبإنزال هذا القرآن الذي هو بين أيدينا نقرؤه في كل حال، ونوقن بأننا نقرؤه كما كان محمد صلى الله عليه وسلم والصحابة يقرءونه دون زيادة ولا نقصان، فكلام الباري عز وجل هو الشفاء لأمراض قلوب العباد.