خلاصة الدرس

الخلاصة: إن الدعوة ليست موقوفة على زمان معين، ولا ظرف معين، ولا مكان معين، ولا حال معين، بل الطالب والداعية يجب أن يكون طالباً وداعية في كل ظرف، وفي كل حال، وفي كل طبق، وفي كل مرحلة، وإلا فليعلم بأنه سيتوقف؛ لأن العثرات كثيرة، والعقبات كثيرة، حتى من داخل النفس.

وقد يتوقف الطالب؛ لأنه تخرج وانشغل وابتعد، وقد يتوقف الطالب لأنه تزوج، وقد يتوقف الطالب لأنه حصل عنده ظروف في بيته، وقد يتوقف لأنه حصل عنده ظروف نفسية، وقد يتوقف بسبب ظروف عامة في المجتمع أو الأمة، وقد يتوقف لسبب أو لآخر، ما لم يكن طلب العلم والدعوة شيئاً يجري في عروقه، فإن الطالب قد يتوقف.

هذه ذكرى آليت أن أقولها لكم؛ لأنني أعتقد أن هذا الوقت وقتها، لأسباب وملابسات كثيرة لا تخفى على أحد منكم، وأرجو منكم أيها الأحبة - أن تكون لكم دائماً على بال وعلى اعتبار، وأن نكون طلاب علم ودعاة في كل ظرف، وفي كل لحظة، وفي كل بلد، وفي كل حال لا نربط هذا بشيء من ذلك؛ حتى نضمن بإذن الله تعالى أن نستمر على هذا الأمر، مع أن العبد لا يستغني أبداً عن الدعاء: {يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك} .

اللهم إنا نسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، والفوز بالجنة، والنجاة من النار يا رب العالمين! اللهم اجعلنا هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً وعملاً وهدياً وتوفيقاً وثباتاً يا رب العالمين.

اللهم إنا نبرأ إليك من حولنا وقوتنا، لا حول ولا قوة إلا بك! اللهم ارزقنا لساناً ذاكراً، وقلباً شاكراً، وعقلاً واعياً، وتوبة نصوحة، وثباتاً في الأمر، وسداداً في الرأي، وقنا شح أنفسنا، وتول أمرنا, وأصلح شأننا، ووفقنا لما تحب وترضى، وكن لنا معيناً في كل خير يا حي يا قيوم، اللهم اجمع قلوبنا على طاعتك، اللهم اجعلنا من المتحابين فيك، اللهم انفع بنا هذه الأمة التي طالت حاجتها إلى العلماء والمخلصين، اللهم انفع بنا هذه الأمة، اللهم اجعلنا نجوماً تضيء لها الطريق، اللهم وفقنا لما تحب وترضى، اللهم صل على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015