أهمية الحرص والمثابرة

وذلك أن أهم أساس بعد التوكل على الله عز وجل والاعتماد عليه في طلب العلم، يعود إلى كون الإنسان بذاته حريصاً مثابراً وحرص الإنسان يظهر ويتجلى في أمور كثيرة: منها الجهد الشخصي في طلب العلم، وفي كون الطالب يقرأ ويبحث ويتابع ويسأل؛ وإلا فإن الإنسان قد يحضر الدرس ويخرج منه دون أن يصل إلى شيء أو يحصل على شيء.

وإنني أعلم وأعرف بعض كبار السن طالما جلسوا إلى العلماء وقرءوا الكتب، بل منهم من قرأ بعض الكتب الفقهية مرات كثيرة على علماء فطاحل جهابذة كبار، ومع ذلك إذا جلست معه وذاكرته أحسست أنه لم يحصل على شيء يذكر! وما السبب؟ السبب أن مجرد الحضور لا يكفي، صحيح أن الحضور فيه بركة، وفيه خير، ويكتب له أجر، ويكتب -إن شاء الله- مع الذاكرين، ويسجل له هذا المجلس، ويذكر النبي صلى الله عليه وسلم فيه فيصلي عليه، ويذكر الله تعالى فيذكره ويسبحه، وقد يحصل على شيء، لكن مع ذلك ما لم يكن دؤوباً في نفسه، عنده نهم في طلب العلم، فإنه يفوته خير كثير.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015