تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي سفيان يوم الفتح

انظر -مثلاً- إلى طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة.

جاء أبو سفيان، وهذا له قصة طويلة جداً، وفيها عبر وعجائب، وهي قصة صحيحة، لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يُحبس أبو سفيان، يحبسه العباس بن عبد المطلب عند حطم الخيل، أي في طريق الخيل خيل المسلمين- حتى يرى قوة المسلمين، فكلما مرت به قبيلة من القبائل، معها راياتها أو ألويتها وجنودها، انبهر أبو سفيان! فيسأل: من هؤلاء؟ فيقول العباس: هذه قبيلة كذا، هذه مزينة، هذه جهينة، هذه بني سليم، فيقول أبو سفيان: مالي ولبني فلان؟ مالي ولمزينة؟ مالي ولجهينة؟ مالي ولهؤلاء؟ ما الذي جاء بهم؟ وكأنه لا يعنيه أمرهم، حتى جاءت كتيبة المهاجرين والأنصار، وكانت تسمى الخضراء لكثرة السلاح فيها، لا يرى منهم إلا الحدق لا يُرى إلا عيونهم، فقال: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء المهاجرون والأنصار.

قال: يا عباس، والله ما لأحد بهؤلاء قبل ولا طاقة! أي هؤلاء ما لأحد بهم طاقة، ولا يقف في وجوههم أحد، ثم التفت إليه وقال: يا عباس والله لقد أصبح ملك ابن أخيك الغداة عظيماً- يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضربه العباس أو نخسه بيده قال: ويحك يا أبا سفيان إنها النبوة، قال أبو سفيان: فنعم إذن، كأنه سلم وما سلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015