رد الرسول على الأعرابي

فالرجل كان يسأل عن الهجرة، لكن الرسول المربي المعلم صلى الله عليه وسلم ما أمره بالهجرة، وإنما قال له: "ويحك"، وكلمة "ويح" توحي بالتوجع لإنسان وقع في هلكة، أو يخشى عليه الوقوع في هلكة، {ويحك! إن شأن الهجرة لشديد -يعني أعظم من أن تطيقه- فهل لك من إبل تؤدي حقها؟ قال: نعم، فقال عليه الصلاة والسلام:، فاعمل من وراء البحار} والمقصود بالبحار: هي القرى والمدن، أي: اعمل في بلدك ما دمت تؤدي الزكاة وتقيم الصلاة، فإن الله لن يترك -أي: لن يقصك- من عملك شيئاً.

الوقفة التي نقفها أمام هذا الحديث هي أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان ينزل الناس منازلهم، ويعطي كل إنسان من التوجيه بقدر طاقته، أرأيتم لو كان عند إنسان منا مصباح كهربائي، له نسبة معينة أو طاقة معينة، فربط هذا المصباح بتيار كهربائي أقوى منه، ماذا تكون النتيجة؟ النتيجة أنه يحترق! وكذلك العكس: لو ربط بتيار كهربائي أضعف منه، فإنه لا يؤدي طاقته كاملة، بل قد لا يؤدي طاقته بالكلية -أحياناً-.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015