نصيحة للنساء

Q إحدى الأخوات تقول: أرجو توجيه نصيحة إلينا نحن النساء، وكذلك أرجو توجيه أزواجنا على عدم إشغال أوقاتنا في رمضان بتنويع الأكل حتى لا يذهب الوقت علينا هدراً؟

صلى الله عليه وسلم أما بالنسبة للنصيحة فإنني أقول: إن كل كلام يوجه إلى الرجل، فالمرأة فيه شريكة الرجل، وقد جاء في الحديث الذي رواه النسائي وغيره -وسنده حسن- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إنما النساء شقائق الرجال} والله تعالى يقول: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [الأحزاب:35] فكلُّ ما يؤمر به الرجل تؤمر به المرأة أيضاً.

ونحن ندعو أخواتنا المؤمنات -فقد أصبحنا نسمع ونعلم بحمد الله تعالى أن الصحوة قد فشت فيهن وانتشرت مثلما هي عند الرجال، وربما أكثر من ذلك- إلى مضاعفة الجهد في الدعوة إلى الله وإصلاح البيوت ونشر الخير في أوساط النساء من بنات جنسهن؛ فإن المرأة هي أحد المعابر التي يخطط الغرب لاستخدامها في تخريب المجتمع وإفساده، وقد كانوا يقولون: "إن كأساً وغانية تصنع بالشعوب ما لا تصنعه الجيوش" ويقصدون بالغانية المرأة، وفعلاً لو تأمل الواحد منا رجلاً أو امرأة لوجد أن المجتمع إذا فسدت النساء من الصعوبة بمكان أن يستقيم الرجل، كيف يستقيم الشاب -مثلاً- إذا كان يرى المرأة متبرجة في كل مكان وهي تقول له كما سبق: هيتَ لك!! الصعوبة حينئذٍ كبيرة وهو يسبح ضد التيار كما أسلفت، ولذلك فإن المرأة على ثغرة كبيرة جداً في المجتمع وينبغي أن ينبري للدعوة إلى الله مجموعة من النساء الفاضلات العاملات الداعيات همهن الدعوة إلى الله وجمع بنات جنسهن على الخير، تعليم القرآن وتحفيظه، تربية النساء، الدخول إلى البيوت، عقد المجالس، إقامة حلقات تحفيظ القرآن، نشر الكتاب، نشر الشريط إلى غير ذلك من الوسائل.

وأيضاً تستطيع أن تقوم بدور آخر كبير، وهو مواصلة الدعاة، والخطباء، وطلبة العلم، والمحاضرين، والمشايخ بكل ما يوجد في مجتمعات النساء مما يحتاج إلى كلام، أو يحتاج إلى حديث، أو يحتاج إلى حكم أو بيان؛ حتى يكونوا على علم، وحتى يساعدوا في إصلاح هذه الأوضاع وتقويم معوجها بقدر ما يستطيعون.

أما ما يتعلق بعمل المرأة في البيت: أولاً: ينبغي أن تعلم أنه حتى عملها في منزلها هو جزءٌ من طاعتها لربها ومقربٌ لها إلى الله عز وجل، و {إذا أطاعت المرأة زوجها، وصامت شهرها، وأدت فرضها؛ دخلت جنة ربها} كما وعد بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم.

فأين الأخت التي تشعر وهي تجهز البيت لزوجها، أو تعد له الطعام، أو حتى تتجهز له بنفسها، لتبعده عما حرم الله، وتشبع بصره ورغبته التي ركبها الله تعالى فيه أنها تمارس بذلك عملاً دنيوياً وفي الوقت نفسه هي تتقرب به إلى الله تعالى وترجو به جنات الله تعالى ورضوانه؟! هذا لا بد منه، لكن الله تعالى يحب العدل في كل شيء، فلا يجوز أن يكون رمضان بالنسبة لنا كما قال بعض الصالحين: "أنتم تشربون الأسطال، وتأكلون الأرطال، وتعملون عملاً بطال، وتزعمون أنكم أبطال".

هذا لا يكون أبداً، فرمضان فرصة للاعتدال في الأكل وفي الشرب وفي غير ذلك، ونحن لا ندعو إلى مزيد من التقشف ولا نلزم الناس به لا! ولكننا نقول: إن الله تعالى يحب العدل، وكون المرأة مثلاً منذ طلوع شمسها إلى الغروب، وربما إلى هزيع من الليل وهي مشتغلة بإعداد الإفطار، ثم بإعداد العشاء، ثم بإعداد السحور وألوانه ووجباته، ولا بد أن تغير، فتطبخ اليوم ما لم تطبخه بالأمس، واليوم ضيوف، وغداً كذا، وبعد غد كذا! أين وقت الصلاة؟! أين وقت الذكر؟! أين وقت قراءة القرآن؟! ثم إذا كان عندها أطفال أيضاً! إلى غير ذلك، فالعدل مطلوب في مثل هذه الأمور، وينبغي أن يتفاهم الزوجان في ذلك على أمر وسط لا إفراط فيه ولا تفريط.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015