لا قيمة للعمل الظاهر من دون صلاح القلب

فكل عملٍ ظاهرٍ لا بد له من رصيد، وإلا لم يكن له قيمة، وقد قال الله تعالى عن الكافرين الذين فسدت بواطنهم بالمرة: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً} [الفرقان:23] .

ولما سألت عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن جدعان وكان رجلاً كريماً جواداً محسناً في الجاهلية، يتصدق ويكرم الضيوف وغير ذلك، قالت: يا رسول الله أينفعه ذلك؟ قال: {لا يا عائشة! إنه لم يقل يوماً من الدهر: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين} فلا ينفعه ذلك.

ولما سأل عدي بن حاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المروي عن أبيه -وكان جواداً شهيراً، وهو حاتم الطائي الذي يضرب به المثل- هل ينفعه ما فعل؟ قال: {إن أباك أراد أمراً فبلغه} أي أراد الدنيا فحصلت له الدنيا والسمعة، وما له عند الله في الآخرة من خلاق!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015