قصة الهدهد

بل أين نحن من قصة هذا الهدهد الذي ذكره الله في كتابه، وهو طائر أعجم إنه في كتاب الله تعالى داعية إلى التوحيد ناهٍ عن الشرك، فهو حين رأى ما رأى وتوعده نبي الله: {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ} [النمل:20] قال الهدهد: {أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِينٍ * إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ * أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ} [النمل:22-25] فهو يستغرب كيف هؤلاء يعبدون غير الله تعالى، ويسجدون لغيره، فيأتي يتحدث حتى مع نبي الله عليه الصلاة والسلام، يقول: {أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ} [النمل:22] وهذه أعجوبة، لأن الهدهد لم يمنعه قلة شأنه، أن يخاطب نبي الله بهذا الأسلوب، {أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ} [النمل:22] عندي خبر لم يصل إليك ماهو؟ {وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِينٍ} [النمل:22] هؤلاء القوم يعبدون غير الله تعالى: {يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ} [النمل:24] فحذارِ حذارِ أن تقعد بك همتك عن المنافسة في هذا السبيل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015