وقد أفلح الشاعر عمر الأميري في تصوير فرحه بأطفاله، وعبثهم في المنزل، وحزنه لفقدهم، وفقد صخبهم وضجيجهم: أين الضجيج العذب والشغب أين التدارس شابه اللعب أين الطفولة في توقدها أين الدمى والأرض والكتب أين التشاكس دونما غرض أين التشاكي ماله سبب يتزاحمون على مجالستي والقرب منى حيثما انقلبوا يتوجهون بسوق فطرتهم نحوي إذا رغبوا وإن رهبوا فنشيدهم بابا إذا فرحوا ووعيدهم بابا إذا غضبوا بالأمس كانوا ملء منزلنا واليوم يا لليوم قد ذهبوا في كل ركن منهم أثر وبكل زاوية لهم صخب في النافذات زجاجها حطم في الحائط المدهون قد ثقبوا فالصحن فيه بعض ما أكلوا في علبة الحلوى التي نهبوا في الباب قد كسروا مزالجه وعليه قد رسموا وقد كتبوا في الشطر من تفاحة قضموا في فضلة الماء الذي سكبوا إني أراهم حيثما اتجهت عيني كأسراب القطا سربوا هذا الروح الذي جعله الله تعالى في قلوب الأبوين للأبناء، يقابله في الإسلام بر وحنان وعطف، حتى إن الولد أو البنت يقدر والده وأمه أكثر مما يقدر نفسه، وهذا كثير جداً، وقد يضحي الولد أو البنت بحياته من أجل الوالدين حتى إنني أعرف من البنات، ومن الأولاد، من ترك الزواج من أجل القيام على أمه، أو على أبيه، وأعرف بنفسي حالات من هذا القبيل، في المقابل انظر ماذا يجري في بلاد الغرب من قطيعة، يظهر لك من خلال هذا الخبر الطائر.