أقول لكم -أيها الإخوة-: لقد حصل أكثر من مرة أن يتصل بي بعض النساء، ويتحدثن عن أنواع من هؤلاء الشباب، أخذ منها كل شيء، حتى المال أحياناً يأخذه منها، ومناها بكل شيء، ثم ذهب وتركها ولم تأخذ منه شيئاً قط، ثم بعد ذلك صحت ووعت، ولكنها مسكينة صحت على صدمة عنيفة من هؤلاء، لا تدري ما تقول، فقدت شرفها، وفقدت كرامتها، وفقدت أنوثتها، وكم هي كارثة أن يحدث هذا الأمر! ثم تتلفت الفتاة فلا تجد حولها غير عار، كيف تواجه أهلها؟ وكيف تواجه بيتها؟ وكيف تتزوج؟ وكيف تعيش؟ وربما تكون البداية مكالمة هاتفية، وضحكة أو ابتسامة، أو مجاملة، لكن الأمر يجر بعضه بعضاً، كما قال الشاعر: كل الحوادث مبدؤها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر