عدم الاختلاط مرض نفسي

إذاً في نظر هؤلاء المرضى يعتبرون أن عدم اختلاط الفتاة مع زملاء العمل مرضاً نفسياً، ويعبرون عنه بالانطواء، ويذهبون إلى دكتور بجامعة عين شمس، ودكتور في جامعة الأزهر، ليتكلموا عن هذا العلاج، ويقولون: إن هذا مرض يدل على أن الإنسان لا يستطيع إقامة علاقات مع الآخرين، ولا يستطيع أن يتكيف معهم.

إذاً كما قال الله تعالى: {وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً} [النساء:27] فنحن ندرك ماذا يريد أعداء هذه الأمة، وماذا يريد أعداء المرأة؛ يريدون أن تكون المرأة متعة لهم على قارعة الطريق، أقل ما يستمتعون به منها أن يستمتعوا بنظرة، وكلمة، وابتسامة، وضحكة عالية على حد تعبيرهم، وهذا لا يمكن أن يقنعهم بحال من الأحوال، ولكنه هو المعبر والطريق الذي يتسللون منه إلى الأمور الأخرى، التي يتمنونها ويحبونها، فهم يريدون أن تتحول هذه الأمة إلى نمط المجتمعات الغربية.

وفي أمريكا لا تكاد توجد فتاة متزوجة وهي محافظة على عفافها وعذريتها، وهكذا تقول الإحصائيات، لابد أن تكون قد ارتكبت الفاحشة، وإذا وجد خلاف ذلك في حالات قليلة، ذهبوا بالبنت إلى المستشفى لعلاجها من هذا المرض النفسي، هكذا يتحدثون، وهكذا يقولون، وقد قرأت في بعض الصحف الغربية مقابلات مع بعض النساء من بلاد محافظة، ممن كن عرضة لعقوبات بسبب أعمال غير أخلاقية، كأعمال الفساد والبغاء والدعارة، فكن يتكلمن عن أن المجتمع لا يحقق طموحاتنا، والمجتمع يقف عقبة أمام أمنياتنا، والمجتمع يقيدنا، ويقف ضدنا يقول الله تعالى: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً} [النساء:27] .

أيها الإخوة: يجب أن نتنبه إلى نقطة مهمة وهي قضية محاولة تطبيع الاختلاط في العلاقات بين الرجل والمرأة في هذا المجتمع، كل المجتمعات العالمية الآن الرجل والمرأة فيها سواء في كل مكان، وهناك حالات خاصة، فمثلاً هناك جامعات وفنادق للنساء في الغرب، لكنها ظاهرة غريبة بدأت تبرز الآن، أما الأصل عندهم فهم يعاملون المرأة والرجل على حد سواء من غير تمييز، إلا في أشياء محدودة، مثل أن المرأة أقل راتباً من الرجل، فهي تأخذ مثلاً (60%) من راتب الرجل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015