مسلسل في التلفاز

وقبل فترة اتصلت بي إحدى الأخوات، تتحدث عن برنامج عرض في التلفاز بعنوان "أقوى من الحب" وتقول: إنه قامت بتمثيل دور المرأة في ذلك البرنامج، أو في ذلك المسلسل نساء من بعض البلاد العربية، لكنهن يتحدثن بلهجة محلية، وكأن هذا محاولة للتأكيد على أهمية وجود العنصر النسائي المحلي في تلك المسلسلات وضرورته، وقالت لي: إنه في أحد الأدوار كان الرجل يقبل يد المرأة التي ظهرت في المسلسل على أنها خالته، فتقول: قلت لامرأة بجانبي وأنا مذهولة! انظري كيف يحدث؟! فقالت لي: ماذا في الأمر هذه خالته.

وهي تظن المسكينة أنها فعلاً خالته، مع أن هذا لا يتعدى أن يكون إلا دوراً تمثيلياً.

فقالت: لا إله إلا الله، إلى هذا الحد، هذا كل ما أتذكره من تلك المكالمة.

وبالأمس القريب جاءتني رسالة من بعض الأخوات، يذكرنني فيها بتلك المكالمة التي حدثت، وأنني قلت لتلك الأخت: الله المستعان، ماذا في أيدينا، وماذا عسانا أن نعمل؟ فيقلن: إن تلك الأخت النشطة في الاتصال على المشايخ، وتبليغهم بالمنكرات التي تراها، تأثرت من هذا الرد، وولت طيلة تلك الليلة وهي تبكي وتقول: إلى هذا الحد وصلت أمور المسلمين، وأنها كانت في رحلة بعد ذلك للعمرة، حيث حَصَلَ لها حادث سيارة توفيت فيه، وغادرت هذه الدنيا وهي في عز شبابها، ويسألوننا الدعاء لها، وإني أسأل الله تعالى أن يتغمدها برحمته، ويسكنها فسيح جناته، ويعظم أجرها على بلائها وجهادها، وأن يكثر من أمثالها في أوساط النساء المسلمات، من الداعيات الغيورات المتحركات، فما أشد حاجتنا إلى مثل هذه النوعية من النساء!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015