شؤم المعصية

Q فضيلة الشيخ هل شؤم المعصية يلحق بصاحبه حتى بعد توبته وما المخرج من ذلك؟

صلى الله عليه وسلم التوبة أنواع: هناك توبة نصوح صادقة تامة، هذه لا يلحق العبد بعدها شؤم المعصية، بل يقلب الله تعالى سيئاته حسنات كما قال الله عز وجل: {فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} [الفرقان:70] وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي ذر في صحيح مسلم في قصة الرجل الذي قلبت سيئاته حسنات يوم القيامة، فلما عرف أنها قلبت حسنات، صار يطالب بسيئات كبيرة كان قد عملها ولم تذكر في الكشف، فيقول: يا رب عملت ذنوباً لا أراها ها هنا، يطالب بها لأنه عرف أنها أصبحت في صالحه، فإن كانت توبةُ العبد توبةً نصوحاً فإن الله تعالى يقلب سيئاته حسنات، لكن إن كانت توبة العبد توبة مشوبة، توبة فيها ضعف، فقد يلحقه بعض أثرها وأهم ما يلحقه من أثرها على حسب خبرتي الضعيفة، أنه قد يلحقه ذلك في نفسه، وقلبه، وبعض خلقه، فإن بعض الذين وقعوا في المعاصي إذا تابوا منها تبقى آثارها في سلوكهم، وفي أعمالهم، وفي أخلاقهم، وفي نفوسهم لا تكون شخصياتهم على الاستقامة التامة، وهذا من آثار المعصية، لكن كلما صدقت توبة العبد ضعف هذا الأثر وزال.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015