Q أنا شاب أفعل المعصية لأنني في سن المراهقة، ولا أفعلها لأنني أحبها، فما الحكم يا فضيلة الشيخ؟
صلى الله عليه وسلم الذي في سن المراهقة إذا كان بالغاً فهو مكلف عند الله تعالى، فالشاب البالغ الذي عمره خمس عشرة سنة، أو الذي قد أنزل، أو نبت شعر عانته، هذا مكلف يؤاخذ مثل ما يؤاخذ غيره وهو مسؤول، بغض النظر عن قضية المراهقة.
وقضية المراهقة -مع الأسف- طوِّلت كثيراً من قبل علماء النفس وعلماء التربية، ودندنوا حولها حتى أصبحوا خاصة من غير المسلمين، يتخيلون الإنسان ويلتمسون العذر لأصحاب المعاصي، ويقولون: هذا مراهق لا تؤاخذوه، بل بالعكس.
أين أنتم من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في سن المراهقة؟! فقد كانت تسفك دماؤهم في المعارك! وكانوا يتسابقون إلى القتال في سبيل الله! وتعلموا العلم، والآن -والحمد لله- حفاظ القرآن كلهم في سن المراهقة، وفي سن المرحلة المتوسطة والثانوية حفظوا القرآن الكريم، وعمار حلقات العلم في هذه المملكة وغيرها غالبهم الآن في هذه السن، هذه أهم واثمن وأعظم سن يمكن أن يستفيد منها الإنسان، فكيف تضيع في المعصية؛ لأنك في سن المراهقة، على الإنسان أن يستعين بالله جل وعلا، ويحرص على كثرة الصيام؛ فإن من أهم الموانع من المعصية، غض البصر، كذلك قراءة القرآن، وكثرة الذكر والتسبيح، والتهليل، ومصاحبة الصالحين، وإذا تيسرت له أسباب الزواج فليعمل على تحقيقه.