ومن شدة تأثير الدين فيهم، أن هذا الشعب الذي يقول عن نفسه إنه شعب متحضر، وشعب متنور، وشعب متعقل، وقل ما شئت، ويرون أن العالم كله لعبة في أيديهم.
مع ذلك فهذا أحد القُسس ظهر في يوم من الأيام على الشاشة وقال لهم: إنني أطلب منكم أن تدعموا الكنيسة بمبلغ كذا من المال -وذكر مبلغاً خيالياً جداً- وقال: إن الله أمرني أن أطلب منكم هذا المبلغ، فتبرع له الناس بمبالغ طائلة، بقي تقريباً من المبلغ ثلاثمائة مليون دولاراً تقريباً، أو ثلاثون مليوناً لا أدري بالضبط، المهم جاء قبل الموعد الذي حدده بيوم؛ لأنه قال: إذا ما جمع المبلغ قبل موعد كذا فإنني سأموت وسوف يهلكني الله عز وجل؛ لأنه طلب مني ذلك.
جاء قبل الموعد بليلة وقال للناس: فعلاً غداً موعد الموت، وقد بقي ثلاثون مليون دولار لم تصل إليَّ بعد، وفعلاً ما مضى على هذا الكلام إلا دقائق حتى جاءه هذا المبلغ بالكامل.
أي عقلية هذه؟! هذه تدل على أنها عقلية متخلفة وعقلية ضعيفة وعقلية واهية، لكن يبقى تأثير دينهم؛ لأنهم لم يجدوا الدين الحق، ولم يجدوا الإسلام الذي يدلهم على الطريق الصحيح، فأصبحوا يشبعون هذه الغريزة وهذه الفطرة الموجودة للتدين في نفوسهم، يشبعونها باتباع أشياء من هذه الأمور التي تضحك منها العجائز، في أكثر بلاد العالم تخلفاً وتأخراً وانحطاطاً، ومع ذلك هي أكاذيب تروج على كبار الدكاترة، وكبار الشخصيات، في بلاد تعد أنها مهد الحضارة والتقدم.
فلا نستغرب أن عدداً ممن رشحوا أنفسهم لرئاسة الولايات المتحدة، كانوا على صلة وثيقة بالتدين وبالقسس، بل هناك أكثر من قسيس رشح نفسه لمنصب الرئاسة، وهذا على أي حال هو من أهم الأسرار التي تربط الولايات المتحدة بإسرائيل؛ لأنهم يدركون أن الارتباط ارتباط ديني، ويقولون: إن العرب لا يستحقون البقاء، ولا يستحقون أي تعاون؛ لأنهم يحاربون اليهود.