حسن اختيار الاسم

قد يكون هذا جانباً في نظر البعض، لكنه مهم بعد اختيار الزوجة، واختيار الاسم المناسب له علاقة كبيرة بالولد، وقلما وقعت عيناك أو أبصرت عيناك ذا لقبٍ إلا ومعناه في اسم منه أو لقب، فغالباً بين الاسم والمسمى ارتباط كبير من جوانب عديدة.

أولاً: قضية تعليقات الناس إذا كان لك ولد اسمه (عمر) تجد الناس كل ما قيل ما اسم هذا الولد؟ قيل: عمر.

قالوا: ما شاء الله، إن شاء الله يكون مثل عمر بن الخطاب فيرسخ في ذهن الصبي شخصية معينة يعتبرها مع الوقت هي مثله الأعلى، نجد الصبي ينشأ، وهو يطمح أن يكون مثل عمر رضي الله عنه، وهكذا حينما تسمى ابنك باسم الفضلاء والعظماء والصالحين وما أشبه ذلك هذا جانب.

ثانياً: قضية الفأل الحسن، فالرسول عليه السلام كان يعجبه الفأل ومن الفأل الكلمة الطيبة؛ فإن الإنسان إذا تكلم بالكلام الطيب كان فألاً حسناً، فإذا سميت ابنك باسم نبي، أو ولي، أو عالم، أو صالح، كان هذا تفاؤلاً بصلاحه واستقامته واتباعه للأنبياء.

ثالثاً: أن الإنسان بعد أن يكبر ويعي، يبدأ التفكير في الاسم، فإذا كبر ووعى وعرف الاسم، بدأ يقرأ؛ فدائماً يلفت نظره كل إنسان يشبه اسمه وكل واحد اسمه مثل اسم هذا الولد، تجد إذا قرأ عنه أو سمع عنه لفت نظره، فإذا وجد الذين يشبههم في الاسم، أناس أفاضل صلحاء وأتقياء، أصبح يسير على خطاهم، لكن المصيبة، حينما يكون همه أمر آخر، فيسمي ولده كما يقع لكثير من الناس في هذا العصر باسم إنسان من الوجهاء والكبراء، ليس له رصيد من العلم ولا من التقوى، ولا الدين، ولا الإيمان مجرد إنسان مشهور؛ لأنه صاحب منصب كبير، هنا خسر الولد، يسمي الإنسان ولده باسم شخصية رياضية مشهورة أو لاعب مشهور، وعندما يكبر ماذا يقول الناس؟! أولاً: يغيرون اسم الولد، مثلما يغير اسم اللاعب فالناس يتصرفون بالأسماء، لنفترض -أن اسم الولد عبد الله، الناس أحياناً على سبيل الدلال يغيرون عبد الله إلى تغييرات كثيرة يحرفونها وقد يقولون له عبادل- فإذا كان هناك لاعب بهذا الاسم، صار الأهل يسمون الولد باسمه، ويعرضون عن الاسم الشرعي، الذي هو عبد الله وهو الاسم المشروع الفاضل، فيلصق به، حتى أصبح يعيش على صورة معينة يتذكر هذا الإنسان، وقل مثل ذلك في أي أمرٍ آخر.

إذاً حين يسمي الناس أولادهم أو يلقبونهم أو يكنونهم بأسماء أناس ليس لأنهم من أهل الدين، لكن لصفة أخرى كأن تسمي ولدك أو بنتك باسم فنان أو فنانة أو راقصة مثلاً بئس ما جلبت له، وبئس ما استفتحت به عمر هذا الصبي أن يدخل الحياة يحمل هذا الاسم الذي له دلالات وإيحاءات معينة.

كم هو مؤسف أن نجد بعض البيئات، والمجتمعات غابت عنهم الأسماء الشرعية، وظهرت الأسماء المنحرفة لو سمى أحد بنته باسم أم كلثوم، كل الناس يقولون ما وجدت إلا أم كلثوم؟! ينسون أن هذا اسم لبنت من بنات الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يعرفون غير اسم المغنية التي تعرف بهذا الاسم، كيف ضعفت الثقافة الدينية والعلم الشرعي عند الناس، حتى اختفى عنهم الاسم وغاب عن وعيهم الاسم النبوي الكريم، وحضر في وعيهم الاسم المعاصر لمغنية معروفة؟!، والله تعالى أعلم بنية من يسمي، إن كان قصده بـ أم كلثوم بنت النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا يربطها بتاريخ معين ويكثر ذكرها وذكر أمهات المسلمين فالجو هو الذي يحدد المقصود، وإن كان قصده الآخر فتجده قد يسمي الولد باسم مغنٍ والبنت الثانية باسم مغنية أخرى، وهكذا حتى يكون الأمر واضحاً ماذا يريد، وماذا يقصد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015