الحادثة العاشرة: يقول سهل بن سعد فيما رواه البخاري وغيره: {أتي النبي صلى الله عليه وسلم بشرابٍ وكان في مجلس، فشرب منه النبي صلى الله عليه وسلم، وكان عن يمينه غلام.
} .
جاء في رواية أخرى صحيحة أن هذا الغلام هو ابن عباس رضي الله عنه وعن يساره الأشياخ أبو بكر وعمر وغيرهم من كبار الصحابة وجلتهم، {فلما شرب النبي صلى الله عليه وسلم الماء قال للغلام الذي عن يمينه: هل تأذن لي أن أعطي هؤلاء الأشياخ قبلك؟ هل تأذن لي! فرسول الله صلى الله عليه وسلم يستأذن غلاماً لم يبلغ، ربما بلغ عشر سنوات، هل تأذن لي أن أسقي هؤلاء الأشياخ قبلك؟ فقال هذا الغلام الذكي، والفطن يا رسول الله، ما كنت لأوثر بنصيبي منك أحداً} .
مَن مِن غلماننا يقول مثل هذا الكلام الجميل، لم يقل: أنا أريد الماء، أو أشتهيه، أو تعجل بيده، أو أخذه لا.
بل أجاب بالجواب الذي يعجز عنه أكابر الرجال وأذكياؤهم، قال: {يا رسول الله ما كنت لأوثر بنصيبي منك أحداً -يعني لا يهمني الماء ما كنت عطشان لكن كل همي أن أشرب بعدك، فيكون فمي في المكان الذي شربت منه، وأنال بعض بركة هذا الماء الذي شربت منه يا رسول الله فتله رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده يعني أعطاه إياه]] .
في رواية أخرى {أن أعرابياً كان عن يمينه وكان عن يساره أبو بكر، فلما شرب النبي صلى الله عليه وسلم الماء، قال عمر: يا رسول الله أعط أبا بكر} أي أن عمر خاف أن يعطي الرسول الأعرابي كالعادة في تقديم من عن يمينه، فقال عمر رضي الله عنه: يا رسول الله هذا أبو بكر عن يسارك أعطه الماء.
{فقال الرسول: الأيمن، فالأيمن، وأعطاه الأعرابي} .