وكذلك قال -رحمه الله- في الجزء [11/514] وقد ذكر التلقي عن الشيوخ قال: من قال أنت للشيخ فلان، أو هو شيخك في الدنيا والآخرة، فهذه بدعة منكرة، من جهة أنه جعل نفسه لغير الله، ومن جهة قوله: شيخك في الدنيا والآخرة هذا كلام لا حقيقة له، فإنه إن أراد أن يكون معه في الجنة فهذا إلى الله لا إليه، وإن أراد أن يشفع له فيه فلا يشفع أحد لأحد إلا بإذن الله تعالى.
ثم قال: ومن أمكنه الهدى من غير انتساب إلى شيخ معين فلا حاجة به إلى ذلك، ولا يستحب له ذلك -يعني الانتساب-، بل يكره، ثم قال -رحمه الله-: وأما إن كان لا يمكنه أن يعبد الله بما أمر إلا بذلك، مثل أن يكون في مكان يضعف فيه الهدى والعلم، والإيمان والدين، يعلمونه ويؤدبونه لا يبذلون له ذلك إلا بانتساب إلى شيخهم، أو يكون انتسابه إلى شيخ يزيده في دينه وعلمه فإنه يفعل الأصلح لدينه، وهذا لا يكون في الغالب إلا لتفريطه، وإلا فلو طلب الهدى على وجهه لوجده، ثم قال: فأما الانتساب الذي يفرق بين المسلمين، وفيه خروج عن الجماعة والائتلاف إلى الفرقة، وسلوك طريق الابتداع، ومفارقة السنة والاتباع، فهذا مما ينهى عنه، ويأثم فاعله ويخرج بذلك عن طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.