أحداث من أفغانستان

إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونتوب إليه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:56] اللهم صل وسلم على نبيك وعبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أيها الأحبة هذا الدرس السابع والخمسون من سلسلة الدروس العلمية العامة، وهذه ليلة الإثنين الخامس والعشرين من شهر شوال من سنة (1412هـ) وعنوان هذا الدرس -كما سبق وأن أعلنا بالأمس - (الإسلام والحزبية) ولكنني سوف أقتطع من وقت هذا الدرس دقائق لأفغانستان نظراً للأحداث الجديدة التي وقعت فيها.

هناك خطاب بالفاكس من بيشاور عنوانه: (الله أكبر سقطت كابول) ويتكلم عن سقوط هذه المدينة، ودخول المجاهدين لها فاتحين، وأنهم بقيادة المهندس حكمتيار قد سيطروا على معظم أنحاء المدينة، فسيطروا على وزارة الداخلية والخارجية، ثم مشوا إلى القصر الجمهوري، وسيطروا على عدد من مساكن الجنود، ومواقع العسكر، وأن أهل المدينة خرجوا مهللين مكبرين بهذا النصر المبين، ولم يبق إلا مقاومة حول مطار كابول كانت بالأمس، وأرجو أن تكون قد انتهت بالفعل -إن شاء الله تعالى -.

ومما وصلني -أيضاً- في هذا أن رئيس الحزب الإسلامي، رفض ما عرضته الأمم المتحدة، أو شاركت فيه من اتفاق وقال: إننا لن نأخذ كابول إلا بالسيف، ولن نعطي الدنية في ديننا وكان الهجوم على كابول، وتقدمت الدبابات إلى داخل المدينة، وبعد صلاة الظهر أعلن عن شدة المعركة مع المليشيات الملحدة، ثم أعلن بعد قليل أنه حرر وسيطر على المواقع التي أسلفت، وفي العصر أعلن عن احتلال القصر الجمهوري، وأنه يحاصر الفيلق المركزي، وقد نقلت منه رسالة مسموعة وهو يوجه أحد قادته الميدانيين بأن يهدد هذا الفيلق، إما أن يستسلم، أو يهاجمه المجاهدون، وفي تمام الساعة السابعة والنصف من أمس صرح للصحافة عبر جهاز اللاسلكي عن تحرير كابول من الشيوعية، وقال: الآن وصل الجهاد إلى نتيجته المنطقية، ولن نرضى بالحلول السلمية، ولا الدنية، والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين.

هناك مقاومة من بعض المليشيات في المطار وحول المطار في حدود ثلاثة كيلو مترات، وقد حاصرهم المجاهدون، وطلبوا منهم الاستسلام، وإلا فالدبابات ستتقدم باتجاههم، وستصبح دماؤهم هدراً، وهناك مظاهرات شديدة في كابول تطالب المسلمين المجاهدين بطرد المليشيات من كابول؛ لأنهم استحلوا البلد بالسرقة والنهب، هذا من جانب، وبذلك تكون أفغانستان كلها في قبضة المسلمين المجاهدين: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج:40] {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ} [القصص:5-6] فنصر الله أولئك المؤمنين المستضعفين العزل من السلاح، ومكن لهم في الأرض.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015