وقل مثل ذلك بالنسبة للأمم المتحدة -الحكومة المتوجة على العالم كله- وهي حكومة نصرانية صليبية، وألعوبة في يد أمريكا وفرنسا وبريطانيا وأوروبا بشكل عام.
الأمم المتحدة معظم جنودها من النصارى، وهم في بلاد البوسنة يحاربون المسلمين أحياناً.
ويستخدمون الصلاحيات الممكنة لهم يستخدمونها لنقل بعض الأسلحة للقوات الصربية، وهم يوجهون إلى المسلمين اللوم في كثير من الأحيان، وهم يعتدون على المسلمين، وهم يقتلون بعض المسلمين أحياناً، وهم يعتدون على أعراض المسلمات كما ذكرت.
ثانياً: ما يتعلق بالأمم المتحدة، فإنها تفرض حظراً على الأسلحة أن تصل إلى يوغسلافيا بكلها، بمعنى أن الأمم المتحدة منعت المسلمين من أن يتسلحوا في الدفاع عن أنفسهم، بل إن شحنات الأسلحة التي ذهبت من هناك من بعض الدول الإسلامية أوقفت في مطار كرواتيا، وفتشت ومنعت من الذهاب إلى المسلمين أمر عجيب! لقد ساوت الأمم المتحدة بين المسلمين العزل وبين الصرب الذين ورثوا رابع أقوى جيش في العالم، والذين يملكون مئات السيارات، وآلاف الدبابات، ومئات الآلاف من الجنود، وعشرات الآلاف من القطع، بل وفرضت حظراً على التسليح أن يصل إلى الطرفين، وهكذا قررت أن يموت المسلمون تحت سنابك خيل الصرب بصورة ذكية مدروسة!.
ثالثاً: أعلنت الأمم المتحدة على لسان أمينها -وهو خائن- مراراً أنه (ليس هناك تفكير في التدخل العسكري في البوسنة والهرسك) لماذا؟ (لأن الأمر معقد والمنطقة صعبة وجبلية ومتشابكة، والدخول فيها يعني الدخول في معركة لا نعلم مداها ولا مصيرها!!) هكذا يقولون.
فلماذا إذاً تدخلوا بين الصرب والكروات؟ لانقول لماذا تدخلوا في الخليج؟! أم أن أمر الخليج أمر آخر؟! لماذا تدخلوا بين الصرب والكروات مع أن المنطقة هي ذاتها في تفاصيلها وتضاريسها وبجغرافيتها؟! هذا سؤال ليس له من جواب ثم إن إعلانهم مرات كثيرة أنهم لن يتدخلوا هو رسالة واضحة إلى الصرب: أن واصلوا فعلاً فيما تقومون به، واستمروا في إبادة المسلمين واقضوا عليهم، وأسرعوا واطمئنوا فإن الأمم المتحدة تعدكم وعداً قاطعاً أنها لن تتدخل ضدكم، وأن موقفها لن يكون إلا التأييد الخفي والشجب العلني.
رابعاً: تتعامل الأمم المتحدة مع الحرب هناك على أنها حرب أهلية طرفية بين طرفين فقط، وأحياناً تلقي باللوم على المسلمين، كما فعلت حين أقفل المسلمون طريق الإمداد من المطار، لقد أقفل المسلمون طريق الإمداد إلى سراييفو؛ لأن الصرب يستغلونه في نقل أسلحتهم، ولذا قام جنود الأمم المتحدة بانتقاد المسلمين، وطالبوهم بفتح هذا الطريق، واستخدموا معهم عبارة حادة: (افتحوا الطريق وإلا سوف نضطر إلى فتح الطريق عن طريق استخدام القوة) خامساً: رفض مجلس الأمن الطلب الذي تقدمت به الدول الإسلامية وهي (47) دولة، تقدمت بطلب عقد مجلس طارئ لمجلس الأمن، وذلك من أجل رفع الحظر عن إرسال الأسلحة إلى المسلمين في البوسنة والهرسك، فرفض السفير الفرنسي الذي يترأس الدورة الحالية لمجلس الأمن أن يعقد جلسة طارئة، وقال: (إن المجلس في حالة انعقاد، وإن هذه المسألة في محل بحث دائم، ولا حاجة لعقد جلسة طارئة لهذا الأمر) .