الإحالة إلى صحيح مسلم

إذاً: هذا هو ما نريد، ونجد أنهم أحالونا هنا إحالات كثيرة جداً، وقد اخترتها عمداً، فنتابع هذه الإحالات واحدة واحدة حتى نعرف ماذا فيها، فنجد أنهم أحالونا إلى مسلم [م الإمارة: 103- 106- 108] يعني هذا الحديث موجود في كتاب صحيح مسلم، كتاب الإمارة، الحديث [103] وموجود أيضاً في الحديث [106] إلى [108] يعني [106] [107] [108] .

وهو موجود -أيضاً- في مسلم، في كتاب الطهارة، الحديث رقم [43] وموجود أيضاً في كتاب المساجد، الحديث رقم [219] و [225] وهذه الإحالات إلى مسلم، ومن واجب الطالب أن ينقل الإحالات الموجودة في المعجم بدقة من أجل أن ينتهي من المعجم، ويعتمد على ما نقله، وممكن أن يعتمد على المعجم مباشرة.

هنا نريد أن نبحث عن الحديث في مسلم، كتاب الإمارة، لا ندري كتاب الإمارة، في أي مجلد من صحيح مسلم، فما علينا هنا إلا أن نرجع إلى المجلد الخامس من مسلم، وهو مجلد الفهارس، ونبدأ بأوله، فنجد أن أول المجلد عبارة عن فهرسة للكتب والأبواب، وتجد عنوان الكتاب موجود في أعلى الصفحة، فوق السطر مرقماً، وبجواره الجزء الذي يوجد فيه الكتاب، فنمضي قليلاً حتى نصل إلى صفحة [54] فنجد الباب رقم [33] كتاب الإمارة، ننظر كتاب الإمارة هذا في أي مجلد، فنجد أنه في أعلى الصفحة من جهة اليمين، قالوا: الجزء الثالث.

إذاً كتاب الإمارة في الجزء الثالث، نذهب إلى الجزء الثالث من صحيح مسلم، فنجد كتاب الإمارة، وهو أيضاً يبدأ بصفحة [1451] من الجزء الثالث من صحيح مسلم، أحالونا إلى مسلم كتاب الإمارة ثم ذكروا أن رقم الحديث [103] فننظر الآن في التسلسل، نبدأ الحديث الأول يحمل رقم [1] والثاني يحمل رقم [2] ونقفز حتى نجد الحديث رقم [103] وهو موجود في صفحة [1495] نجد الحديث رقم [103] هذا رقمه الخاص داخل كتاب الإمارة.

أما الرقم الآخر [1876] فهو رقمه العام في صحيح مسلم كله، ونجده في البعض رقم [28] باب فضل الجهاد والخروج في سبيل الله، ومن المعلوم أن هذه الأبواب ليست من وضع مسلم، بل هي من وضع النووي رحمة الله تبارك وتعالى عليه.

ونجد فيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تضمن الله} إلى قوله في آخر الصفحة، {والذي نفس محمد بيده، ما من كلم يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة كهيئته حين كلم، لونه لون دم، وريحه ريح مسك، والذي نفس محمد بيده، لولا أن يشق على المسلمين، ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبداً} إذاً هذا هو الحديث الذي نريد، وقد عثرنا عليه، فننقله هنا بدقة، فنقول رواه مسلم، في كتاب الإمارة، باب فضل الجهاد والخروج في سبيل الله، ثم نشير إلى المجلد رقم [3] وإلى الصفحة [1495] وإلى الكتاب رقم [33] كتاب الإمارة، والباب رقم [28] باب فضل الجهاد، والحديث رقم [103] .

ثم نقول عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ونضع نقط على مكان محذوف، ثم نقول: {والذي نفس محمد بيده} إلى آخر الطرف الذي نريد، لنؤكد أن الطرف الذي وجدناه هو بنفس المعنى الذي كنا نبحث عنه، فالآن وجدناه في الموضع الأول من صحيح مسلم.

ننتقل للموضع الثاني، قالوا [106 - 108] إذاً بنفس الموضع الذي هو الإمارة، نجده في رقم [106] وهي موجودة في الصفحة المقابلة أيضاً، نجد الرقم [106] حدثنا أبو هريرة، فذكر أحاديث منها إلى قوله: {لولا أن أشق على المؤمنين ما قعدت خلف سرية} ثم ننظر الحديث الذي بعده بدون رقم، فنجد فيه نفس اللفظ، والذي بعده كذلك، ثم نجد الحديث رقم [107] في أسفل الصفحة -أيضاً- هو بنفس المعنى عن أبي هريرة إلى قوله: {ما تخلفت خلاف سرية تغزو في سبيل الله تعالى} انتهت الآن إحالاتهم إلى كتاب الإمارة في صحيح مسلم.

بعد ما نرجع إلى المعجم نجدهم أحالونا إلى كتاب الطهارة في مسلم الحديث رقم [42] فنرجع للمجلد الخامس، ونبحث عن كتاب الطهارة في صحيح مسلم، فنجده في الجزء الأول ويبدأ بصفحة [203] نرجع للجزء الأول ولصفحة [203] فنجد كتاب الطهارة، أما الحديث الذي معنا فقد أشاروا في المعجم إلى أنه يحمل رقم [42] وبعدما عثرنا على كتاب الطهارة الذي يبدأ بصفحة [203] نقفز حتى نصل إلى الحديث رقم [42] فنجد الحديث كما ذكره الإمام مسلم، باب السواك، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {لولا أن أشق على المؤمنين -وفي لفظ: على أمتي- لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة} .

هاهنا نقف وقفة، هل هذا الحديث هو الذي كنا نشتغل بتخريجه؟ الصحابي واحد، كلا الحديثين عن أبي هريرة، لكن الموضوع مختلف، فهذا الموضوع يتعلق بالسواك، أما الحديث الذي كنا نشتغل بتخريجه، فإنه يتعلق بالجهاد وعدم تخلف الرسول صلى الله عليه وسلم عن الغزو، لولا خوفه المشقة على أمته.

إذاً: هذا الحديث ليس مما نريد، وقد أقول: إننا كنا نعلم قبل أن نرجع إليه أنه ليس مما نريد، لأنه في كتاب الطهارة، وفي باب السواك أيضاً، ونحن نعرف جميعاً هذا الحديث، لكن: أولاً: من أجل التأكد والتثبت وأن يطلع الباحث على أنموذج.

ثانيا: أن الحديث الواحد قد يشمل عدة موضوعات، وقد يكون طرفاً منه في الطهارة، وطرف آخر في الجهاد، فلا نكتفي بذلك، بل نقف على نفس الحديث، إذاً ننتقل للموضع الثالث الذي أحالونا إليه في مسلم، وهو المساجد رقم [219] ورقم [225] أيضاً نرجع للمجلد الخامس فنجد أن كتاب المساجد، ومواضع الصلاة يحمل رقم [5] وهو في المجلد الأول، ويبدأ بصفحة [370] .

أما الموضع الذي أحالونا إليه فهو الحديث رقم [219] ونجد هذا الحديث رقم [219] في الصفحة [442] عن عائشة رضي الله عنها قالت: {أعتم النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة حتى ذهب عامة الليل -يعني تأخر في صلاة العشاء - وحتى نام أهل المسجد، ثم خرج فصلى، فقال: إنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي} وفي حديث عبد الرزاق: {لولا أن يشق على أمتي} ونجد الحديث الذي بعده: {ولولا أن يثقل على أمتي لصليت بهم} ثم الحديث الذي بعده بنفس الموضوع، وهكذا.

إذاًَ هذا الحديث الذي رواه مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، اختلف فيه الصحابي فهو عن عائشة، أو عن عبد الله بن عمر في الرواية الأخرى، أو عن أنس في الرواية الثالثة، كما اختلف فيه الموضوع أيضاً، فهو يتعلق بالإعتام، وهو تأخير صلاة العشاء التي يدعونها العتمة، إلى أن يذهب عامة الليل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015