Q في أثناء حديثك تكلمت عن الفراغ، وأنا ولله الحمد أريد أن أقرأ، لكن عندما أبدأ في كتاب معين، أستمر مدة، ثم أشعر بالكسل، وأترك القراءة، فما هي الطريقة الصحيحة لتلافي هذه المشكلة؟
صلى الله عليه وسلم هذه لا بد فيها من عدة أمور: أولاً: لا بد أن تختار الكتاب المناسب، لأن بعض الناس قد يختار كتاباً لا يناسب مستواه، فإذا بدأ لم يستفد منه، وصعبت عليه القراءة.
ثانياً: يحسن أن تبدأ بالكتب التي تعين على القراءة، مثل كتب القصص، والتأريخ، والأخبار، والسير، والتراجم، والمغازي، والسيرة النبوية، ونحوها من الكتب التي تعين على القراءة، ويكون فيها نفع وفائدة.
الأمر الثالث: أن يبدأ الإنسان بالكتب الصغيرة، مثل الرسائل والكتب المختصرة.
الأمر الرابع: أن على الإنسان أن يربي نفسه، أنه إذا بدأ في كتاب لا يتركه حتى ينهيه، يعود نفسه على ذلك، فالخير عادة، وقد استفدت من هذا كثيراً، فإذا بدأت بقراءة كتاب، قد أجد بعدما اقرأ منه مائة صفحة أن الكتاب ليس بالدرجة المطلوبة، لكني أحببت أن أعود نفسي وأدربها على أنه إذا بدأت في كتاب، ولو كان أقل مما أريد أكمله حتى آخره.
فالنفس بحاجة إلى تربية وتهذيب، فالأولى بالإنسان أن يربي نفسه، قبل أن يحتاج من الناس إلى أن يربوه، فوطِّن أنفسك وعوِّدها أنك إذا بدأت في كتاب لا بد أن تكمله مهما تكن الأسباب.