وكذلك بين الرسول عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين وغيرهما ما يقع في آخر الزمان {أن الله تعالى لا يقبض العلم، ينتزعه انتزاعا من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالماً، اتخذ الناس رءوساً جهالاً، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا} وهذا من عدم التثبت، أنهم جهال ويترأسون، ثم يسألون، فلا يقولون: الله أعلم، أو لا ندرى، أو نراجع، أو ننظر، بل يفتون بغير علم فيضلون بالقول على الله تعالى وعلى رسول الله بغير علم، ويضلون غيرهم ممن يتبعهم في هذا الأمر لماذا؟ لأنهم أصحاب أسماء مشهورة معروفة، ولأنهم رءوس، ولأن الأمر قد انتهى، إليهم خلت الساحة، ولم يبق إلا هذه الرموز الحائلة الزائلة، كما قال الأول: خلتِ الديار فَسُدْتَ غير مُسَوَّد ومن البلاء تفردي بالسؤددِ وهذا يقوله الأولون تواضعا لله عز وجل، وإلا فكانوا سادة حقيقيين، وكانوا علماء وفقهاء، ومع ذلك كان أحدهم يقول: خلت الديار فُسُدْتَ غيرَ مُسَوَّدِ ومن البلاء تفردي بالسؤدد أما في هذا الزمن، فإنه يحق لكثير من أمثالنا وممن يشار إليهم وممن يتكلمون أن يتمثلوا بهذا البيت: خلت الديار فسدت غير مسود ومن البلاء تفردي بالسؤدد فالرسول صلى الله عليه وسلم ذكر أنه في آخر الزمان يوجد رءوس من جهال، يتكلمون ويفتون بغير علم، فيضلون ويُضلون، ولا شك أن هذا نوع من التحذير من الفتيا بغير علم، ومن القول على الله تعالى بغير علم، ومن اتباع هذه الأقوال والآراء والفتاوى التي لا دليل عليها.