ومن الأمثلة العملية أيضا في التثبت والتبين، قصة ماعز بن مالك الأسلمي، وهي في الصحيحين أيضا.
لما جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ووقف أمامه وقال: يا رسول الله! زنيت فطهرني.
فلم يقبل الرسول عليه الصلاة والسلام منه أول مرة، حتى اعترف على نفسه أربعة اعترافات بأنه قد زنى، ثم بعد ذلك ما قبل منه، حتى يتثبت: هل الرجل الآن في حالة سكر؟ تعالوا يا خبراء استنكهوا الرجل -شموه- هل هو سكران؟ قالوا: ما به سكر.
دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه، وقبيلته، فقال: هل في عقله شيء؟ قالوا: لا يا رسول الله! ليس في عقله شيء.
حتى تَثَبَّتَ وتبين أن الرجل فعلاً قد وقع في الزنى، فأقام عليه صلى الله عليه وسلم الحد.
وكل هذه الأمثلة والقصص وغيرها تربي الصحابة رضي الله عنهم على ضرورة التثبت وعدم التسرع في الأقوال، أو في الأعمال أو في المواقف التي يتخذونها من بعضهم، من إخوانهم المؤمنين.