العناية بالجانب الإيجابي

إن النظر في الجانب الإيجابي في حياة الناس، والثناء عليه بالقسط والعدل، والعمل على تعميم الأنموذج الطيب، وتعميقه وتأصيله؛ من أعظم وسائل الدعوة وأنجحها، وعلى العكس: العناية بالجوانب السلبية وتضخيمها؛ مما يحطم الأمم والأفراد والجماعات.

إن العناية بالجانب الإيجابي في حياة الفرد الواحد وتشجيعه عليه وعلى غيره من أعمال الخير، ومدح ذلك بالقسط والعدل على ما قدم؛ هو أفضل السبل لاستدعاء المزيد من الخير والبر والعطاء من هذا الإنسان، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه عن حفصة رضي الله عنها، أنها ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا رآها عبد الله بن عمر فقال عليه الصلاة والسلام: {نعم الرجل عبد الله بن عمر لو كان يقوم من الليل} فأثنى عليه بقوله: {نعم الرجل عبد الله بن عمر} ثم وضع قيداً جديداً أو مطلباً جديداً ينبغي أن ينافس فيه المنافسون: {لو كان يقوم من الليل} وهذا -أيضاً- لا يمنع من تحذير الإنسان من الشر قبل وقوعه، ولا يمنع من نهيه عنه بعد وقوعه، وفي موضوع قيام الليل -نفسه- ورد حديث آخر متفق عليه عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: {يا عبد الله لا تكن مثل فلان، كان يقوم الليل، فترك قيام الليل} إن هذا الحديث يؤكد أهمية الديمومة على العمل: {لا تكن مثل فلان، كان يقوم الليل، فترك قيام الليل} .

إذاً: السبب الأول من أسباب الردة: أن يكون القلب مصاباً في الأصل بجرثومة أو مرض شهوة أو شبهة خفية كان يسترها، ثم زالت الأسباب الداعية إلى الاستتار فافتضح هذا الأمر أو زاد المرض، حتى لم يعد ثمة مجال لستره أو تغطيته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015