الهدى بعد الضلال

وإنه مما يؤثر في القلب! ولعله من أسباب طرح هذا الموضوع في مثل هذه المحاضرة، أن الإنسان يسمع بين الفينة والفينة على رغم الأخبار الكثيرة السارة؛ عن أفواج بعد أفواج ممن يقبلون على الله تعالى، ويودعون حياة الغواية وحياة الضلالة، ويلتزمون بالحق، والهدى، والعلم، والعمل، والدعوة، إلا أنك مع ذلك لا تعدم أن تسمع أخباراً هنا أو هناك، عن بعض قوم من رجالٍ أو نساءٍ كانوا زماناً على الطريق المستقيم، وكانوا محسوبين من أهل الخير وعلى الخير، بل وربما كان منهم الداعية، أو المتحدث، أو الواعظ، أو الإمام، أو كان منهم تلك الأخت التي كانت تقيم حلقة الذكر في المدرسة، أو تدعو إلى الله تعالى، أو تعلم الناس الخير، فإذا بك تسمع أخباراً خلاف ذلك، وإذا بالأمور تتحول، فنعوذ بالله تعالى من الحور بعد الكور! وإننا بقدر ما نفرح ونسر بأخبار هداية فلان وفلان، نحزن ونجزع لضلال من ضلوا بعد ما عرفوا الحق واتبعوه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015