العزيمة في المسألة

فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة الذي رواه مسلم أنه قال: {إذا دعا أحدكم فلا يقل: اللهم اغفر لي إن شئت، لكن ليعزم المسألة} فكثير من الناس أصبحت كلمة إن شاء الله على لسانهم، فتجده يقول لإنسان إذا أراد أن يدعو الله له: جزاك الله الخير إن شاء الله، الله يوفقك إن شاء الله، أسأل الله إن شاء الله أن يعافيك، وهذا كله خلاف المشروع ولا ينبغي، بل مكروه؛ لأن تعليق الإنسان الدعاء بالمشيئة يحمل على أحد أمرين: فأنت إذا طلبت من إنسان طلباً وعلقته بمشيئته -مثلاً- إذا قلت: يا فلان أريد منك أن تعطيني هذا الشيء إذا شئت، فقولك: إذا شئت، يُحمل على أحد أمرين: إما أن حاجتك إلى هذا الأمر ليست كبيرة، ولذلك علقته بمشيئته، وإما أن تكون خائفاً أن تثقل عليه بهذا الطلب وتشق عليه فتعلق الأمر بمشيئته، وكلا الأمرين منتفٍ بالنسبة لدعوة المخلوق للخالق جل وعلا، فالله عز وجل واسع الفضل والعطاء، ويحب أن يسأله عبده، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: {ومن لم يسأل الله يغضب عليه} وكذلك الله عز وجل لا يستعظم شيئاً أعطاه عبده، وهو غني عن عباده، فكلا الأمرين منتف، ولذلك ينبغي للإنسان أن يعزم في المسألة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015