فإذا سألت الله عز وجل أمراً من أمور الدنيا أو الآخرة؛ فاذكر في دعائك ما سيترتب على إجابة الله عز وجل لك من الخير الدنيوي والأخروي، ولذلك كان من دعاء موسى عليه السلام حين قال: {هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي} [طه:30-32] ثم عقّب على ذلك ببيان ما يترتب على الإجابة فقال: {كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً * وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً * إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيراً} [طه:33-35] وكذلك الرسول صلى الله عليه وسلم، قال فيما رواه أحمد وأبو داود وغيرهما عن عبد الله بن عمرو بن العاص: {إذا جاء الرجل يعود مريضاً فليقل: اللهم اشف عبدك فلاناً، ينكأ لك عدواً، أو يمشي لك إلى صلاة} فحين دعا بالشفاء لفلان؛ بيّن ما يترتب على إجابة هذا الدعاء؛ من أن هذا الرجل رجل صالح؛ إذا شفي مشى إلى المسجد، وضر أعداء الإسلام بلسانه وماله وقلمه وغير ذلك مما يستطيع، وكذلك روى أبو داود بسند صحيح أنه صلى الله عليه وسلم حين دعا في معركة بدر قال وقد رفع يديه حتى رأى الناس بياض إبطيه: {اللهم أسألك عهدك ووعدك -أي بنصر المؤمنين- ثم قال صلى الله عليه وسلم: اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد بعد اليوم} فبين ما يترتب على عدم الإجابة من الأضرار التي يراها البشر، وكذلك إذا دعا على الظالمين والفاسقين وأمثالهم من المجرمين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون، سواء كانوا طغاة يؤذون العباد أو ظلمة أو مرابين أو أصحاب أفكار هدامة منافية للإسلام، أو دعاة على أبواب جهنم، أو أياً كانوا؛ فإذا دعا عليهم يبين ما يترتب على وجودهم من الأضرار، وله في ذلك أسوة بموسى عليه الصلاة والسلام حين قال: {رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ} [يونس:88] فبين ما يترتب على وجودهم، ثم قال: {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ} [يونس:88] وقال عز وجل: {قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} [يونس:89] فلا بأس أن يقول الداعي: اللهم إن هؤلاء الظالمين قد آذوا عبادك وكذبوا رسلك وأفسدوا في الأرض؛ اللهم فخذهم أخذ عزيز مقتدر فإنهم لا يعجزونك أو ما شابه ذلك.